في زمن تتزايد فيه تحديات الأمن الغذائي بفعل التغيرات المناخية وتقلبات الأسواق الدولية، تعود مدينة سطات لتتحول إلى منصة نقاش وتعبئة حول مشروع طموح يحمل أكثر من دلالة: توحيد تعاونيات التقنيين في التلقيح الاصطناعي. فهل يتعلق الأمر بمبادرة مهنية عادية؟ أم أننا أمام نواة لتحول استراتيجي في البنية الفلاحية المغربية، خصوصاً في ما يتعلق بتربية القطيع وإنتاج اللحوم والألبان؟
الملكية في صلب التوجيه: رؤية مستدامة تتبلور
اللقاء، الذي جاء امتداداً لإطلاق الاتحاد بمدينة الجديدة، يأتي في انسجام تام مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي لطالما أكد في خطبه على ضرورة تأهيل القطاع الفلاحي وتثمين الإمكانيات القروية، من منطلق اعتباره رافعة للعدالة الاجتماعية ومفتاحاً لتحقيق السيادة الغذائية. غير أن السؤال الأهم يظل: إلى أي مدى ستنجح هذه المبادرة في ملء الفراغات المؤسساتية التي طالما أعاقت تحديث القطاع؟
ما وراء التلقيح الاصطناعي: هل نحن أمام نقلة نوعية أم مجرّد تكتل مهني؟
المشروع، في عمقه، يتجاوز الأبعاد التقنية المباشرة. فالرغبة في توحيد تقنيات التلقيح الاصطناعي، وتكوين المربين، وتحسين الجودة الوراثية، لا تعني فقط رفع المردودية، بل فتح نقاش حقيقي حول النموذج الإنتاجي السائد، وإعادة طرح أسئلة كبرى:
-
كيف نعيد الاعتبار للفلاح الصغير في سلاسل القيمة؟
-
وهل تواكب الدولة فعلياً تحولات القطاع من حيث التمويل والتأطير؟
-
وكيف يمكن حماية هذه المبادرات من اختراقات الريع والبيروقراطية؟