من يزرع التفاهة، يحصد الدل والخذلان

0
344

الكاتب: عزيز خزاري 

حين تتأصل التفاهة في الفكر والسياسة وتتغول في حاملي الشواهد، فستجد من يحمل هم الأخلاق وسيرورة القيم في عزلة لأن سور التفاهة عزلهم عن شعب التافهين.

شعب ميزته وجود رؤوس ليس فيها سوى عين واحدة وأذن واحدة، ولسانين أو أكثر، وعقل قاصر يغلبه قصر النظر أو عدمه. بنية فكرية مشوهة تتقدم فيها التكنولوجيا ويعبث بها أزباد الأفكار، وتقويها عضلات البحث المستميت عن مال لا أصل أخلاقي له، وتزدري كل بنيان فكر قويم وتؤله كل ما هو سطحي. تسوق الحداثة سفينة زمننا العجيب إلى الترف المادي والتكنولوجي والسطحية وتبعده عن أصل لما خلق من أجله وهو ما أتى به خير خلق البشر سيدنا ومولانا محمد عليه أزكى الصلوات والسلام، وهو عبادة الله الواحد الأحد في سياق الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة التي يأتي بعدها المال كلباس من أجل الحق، وليس لهوان الأخلاق.. والفرق شاسع بينهم.

فمن قدم الأخلاق ومبادئها كان المال عضدا للحق وكل شيء جميل ومن قدم المال دوسا بالأقدام على الأخلاق فالفساد هو المراد، ومن يشجع سطحية الفكر فالقصد هو الإندحار والغاية هي الإستعباد من أجل التحكم لأن عميق الفكر حر، والحر لا يستعبد..

ورحم الله عبد الرحمان المجدوب حين قال: راح ذاك الزمان وناسو، وجاء هذا الزمان بفاسو – كل من يتكلم بالحق كسرو ليه راسو..

(*) عضو المكتب الوطني لنقابة “سماتشو”

ولا يسع نقابة “سماتشو” في آخر هذا المقال، سوى أن تختم بنداء نجدة: