أثار مهاجر أفريقي من جنوب الصحراء، الذعر بأحد شوارع ىالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، بعدما فاجىء الجميع بظهوره عارياً حسب عدد من النشطاء اللذين تداولوا صوراً على منصات التواصل في المغرب، بالإضافة إلى مواقع محلية، التي نشرت صور له أثناء وقوفه على سطح سيارة عارياً، مسبباً بذلك حالة كبيرة من الذعر لكافة المتواجدين.
ولم يكتفى بذلك وإنما بدء يصرخ وينادي على عدد من فوق سطح سيارة رباعية الدفع لأحد المواطنين ، الذى تواجد فوقها، كما أشار بأيديه غلى رجال الشرطة المحيطة بالسيارة، وعندما حاول بعض الأشخاص إنقاذه، إنهال عليهم الرجل العارى بالسب، وفقا لما تداوله رواد مواعق التواصل.
تفاعلت السلطات الأمنية بولاية أمن الدار البيضاء، مع الصورة التي تم تداولها عبر منصات التواصل ، والتي تظهر خمسة رجال الشرطة تحيط بالسيارة التي أخذ منها المهاجر الأفريقي منصت للإحتجاج عارياً ، أمس الخميس بمنطقة أنفا بمدينة الدارالبيضاء الكبرى.
وكانت مصالح الأمن الوطني قد توصلت بإشعار حول قيام المعني بالأمر الذي ينحدر من إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء، وتبدو عليه علامات الخلل العقلي، باعتلاء سطح سيارة مستوقفة بأحد الأزقة المتفرعة عن شارع المسيرة بمدينة الدار البيضاء، حيث تم على الفور توجيه أقرب دوريات للشرطة إلى عين المكان من أجل ضبط المعني بالأمر وتفادي تعريض سلامته الجسدية وأمن وسلامة المواطنين لأي خطر.
وقد تم إخضاع المعني بالأمر لبحث أولي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قبل أن يتم إيداعه رهن المراقبة الطبية بقسم الأمراض النفسية والعقلية بالمستشفى الجامعي ابن رشد.
يعاني المهاجرون الأفارقة من جنوب الصحراء في المغرب ظروفا صعبة في ظل أزمة كورونا، المقيمون بالمملكة منهم أو العابرون نحو أوروبا، جراء التوقف الاضطراري عن ممارسة مهن بسيطة في الغالب أو عدم الاستفادة من برامج الدعم الاجتماعي.
وعلى الرغم من المبادرات التضامنية معهم، إلا أن نحو “20 ألف مهاجر على الأقل” بالمغرب، أغلبهم من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء هم حاليا “في وضع يستدعي تدخلا إنسانيا عاجلا”، بحسب أستاذ علم الاجتماع المهتم بالهجرة مهدي عليوة.
ويعمل جزء هام من الجالية الجنوب صحراوية بالمغرب في القطاع غير المنظم الذي يشكل أكثر من 20 بالمئة من الناتج الداخلي الخام للمملكة. ويسدون رمقهم من عائدات مهن بسيطة كالتجارة بالتجوال أو حراسة السيارات في الشوارع أو الخدمة في البيوت، دون عقود عمل ولا ضمان اجتماعي.
ويسيطر عليهم “الخوف” جراء الأزمة “عاجزين عن الحصول على غذاء كل يوم”، كما يقول عليوة الذي هو أيضا عضو مؤسس لجمعية مجموعة مناهضة العنصرية والدفاع عن حقوق الأجانب.
وتبقى فئة المهاجرين الراغبين بالعبور نحو ما يعتبرونه “الفردوس الأوروبي” الأكثر هشاشة. ويصل هؤلاء إلى المغرب بعد رحلة شاقة على أمل الانتقال نحو شواطئ إسبانيا على متن قوارب الهجرة غير النظامية، أو باختراق السياج المحيط بجيبي سبتة ومليلية الإسبانيين في شمال المغرب.
ورغم تراجع محاولات الهجرة غير القانونية منذ بدء الأزمة الصحية، إلا أنها لم تختف تماما. وسجل وصول 986 مهاجرا إلى اسبانيا بين منتصف آذار/مارس وبداية أيار/مايو، مقابل 1295 خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب وزارة الداخلية الإسبانية.
ويفرض المغرب حجرا صحيا منذ 20 آذار/مارس مُدّد حتى 20 أيار/مايو، لمحاصرة الوباء. ويقضي بالحد من التنقلات إلا في حالات مرخص لها، وسط مراقبة صارمة. ويواجه المخالفون عقوبات بالحبس من شهر إلى ثلاثة أشهر مع غرامات أو إحدى العقوبتين.
ويصرف المغرب دعما ماليا شهريا في أول الأزمة للمتوقفين عن العمل بسبب تداعيات الأزمة الصحية في القطاعين المنظم وغير المنظم، في حين لم يعلن عن أية إجراءات بالنسبة للمهاجرين.
ويأسف عليوة “لأن لا أحد في الحكومة تطرق لوضعهم على الرغم من كل ما بذله المغرب في سياسته حول الهجرة”.
وتساهم مبادرات تضامنية تقوم بها جاليات المهاجرين والجمعيات المدنية وكنائس كاثوليكية، من تخفيف معاناة المهاجرين. لكن إمكانيات الجمعيات “تظل محدودة”، وفق ما يقول رئيس فيدرالية الجمعيات الجنوب صحراوية بالمغرب عبد اللاي ديوب.