أعلنت نواكشوط اليوم الأربعاء أنّ موريتانيين قتلا الأحد في منطقة تقع على الحدود مع الصحراء المغربية، في “حادث” قالت وسائل إعلام إنّه قصف مغربي استهدف المنطقة الحدودية الواقعة بين موريتانيا والمملكة المغربية.
وقال وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي الموريتاني محمد ماء العينين ولد أييه في مؤتمر صحافي إنّه “وفقاً لمعلوماتنا فقد قضى موريتانيان في الحادث الذي وقع الأحد”.وأكّد الوزير أنّ “الحادث وقع خارج ترابنا الوطني”، من دون أن يوضح طبيعة ما جرى.
https://twitter.com/Yasmin05062018/status/1514359229813071878
وأكدت وسائل إعلام محلية بوقت سابق بأن عدد القتلى هو ثلاثة موريتانيين، في حين أفادت وسائل إعلام مقربة من جبهة البوليساريو، إن “طائرة مغربية استهدفت فجر الأحد شاحنات قرب الحدود بين الصحراء و موريتانيا ـ ما أدى الى سقوط ثلاثة قتلى.
وفي أعقاب هذه الأنباء اتّهمت الجزائر المغرب بتنفيذ “عمليات اغتيال موجّهة”.بالمقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من المغرب بخصوص هذه العملية، كما لم يتم تأكيدها من مصدر مستقل.
بيان وزارة الخارجية الجزائرية قال إنّ “الجزائر تدين بشدّة عمليات الاغتيال الموجهة باستعمال أسلحة حربية متطورة من قبل المملكة المغربية، خارج حدودها المعترف بها دولياً، ضدّ مدنيين أبرياء رعايا ثلاث دول في المنطقة” هي الجزائر وموريتانيا و”الجمهورية العربية الصحراوية” التي تعترف بها الجزائر.
في المقابل أوضح نائب الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، أن الشاحنات الجزائرية التي ادعت السلطات الجزائرية أنها تعرضت للقصف من طرف المغرب، جرى العثور عليها في المنطقة الشرقية للصحراء قرب بئر لحلو، أي في المنطقة العازلة بالصحراء، وهي منطقة عسكرية خاضعة لمراقبة بعثة “مينورسو” التابعة للأمم المتحدة.
وتعتبر الرباط منطقة بئر لحلو مغربية لكنها وافقت على وضعها تحت مراقبة الأمم المتحدة لتكون منطقة عازلة شرق الجدار الأمني، الذي بناه المغرب لصد هجمات جبهة البوليساريو.
ويبسط المغرب سيطرته فعلياً على 80% من أقاليم الصحراء بينما تطالب البوليساريو وتدعمها الجزائر، بتنظيم “استفتاء لتقرير المصير”. بينما يدعو مجلس الأمن كلاً من المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا إلى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ 2019 “بدون شروط مسبقة” من أجل “حل سياسي عادل ودائم ومقبول”.
تأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر، منذ تأييد اسبانيا لخطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل النزاع حول الصحراء المغربية، صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين وأتاح التأسيس لتعاون أوسع في كثير من القطاعات، فيما أزعج جبهة البوليساريو وحاضنتها الجزائر وكذلك شقا من اليساريين في الائتلاف الحكومي الاسباني والمعارضة اليمينية.
ويقترح المغرب منح المنطقة الصحراوية الشاسعة، حكما ذاتيا تحت سيادته كحل وحيد للنزاع، بينما تطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر المجاورة بإجراء استفتاء لتقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة، لكن رئيس الوزراء الاسباني نفى نفيا قاطعا حدوث أي “انقلاب” في موقف بلاده إزاء هذا الملف.