“موسم طانطان: احتفال بالتراث البدوي والثقافة الصحراوية في جنوب المغرب”

0
90

موسم طانطان هو مهرجان سنوي يعقد في مدينة طانطان في جنوب المغرب، ويعتبر من أهم الفعاليات الثقافية في المنطقة. تنظمه مؤسسة “ألموكار” ويهدف إلى الاحتفال بثقافة وتراث البدو الرحل في الصحراء المغربية. يتميز المهرجان بالعديد من الأنشطة والعروض التقليدية التي تعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد للبدو الرحل. من أبرز الفعاليات التي تقام خلال موسم طانطان:

انطلقت مساء أمس الأربعاء 26 يونيو 2024 بساحة السلم والتسامح بطانطان، فعاليات الدورة ال17 لموسم طانطان، الذي تنظمه مؤسسة “ألموكار”، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 30 يونيو الجاري تحت شعار “موسم طانطان: 20 عاما من الصون والتنمية البشرية”.

وقد تميز انطلاق نسخة 2024 من موسم طانطان بافتتاح رئيس مؤسسة “ألموكار”، محمد فاضل بنيعيش، وعامل إقليم طانطان بالنيابة، عمرو حمدة، بحضور عبدالله القبيسي، مدير جناح الإمارات العربية المتحدة بموسم طانطان، ومحمد المهيري، مدير سباقات الإبل والمحالب والمزاينة بالموسم، وكذا رؤساء مصالح خارجية، ومنتخبين، وشخصيان مدنية وعسكرية، للخيام الموضوعاتية المغربية والإماراتية المقامة بساحة السلام والتسامح. ويتعلق الأمر بجناح الخيام الموضوعاتية، وجناح دولة الإمارات العربية المتحدة، وجناح “قرية دار الصانع” التي تمثل الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة، وخيمة وكالة الجنوب.

كما تم تقديم عروض في الهجن والفروسية التقليدية “التبوريدة”، واستعراض تقليدي لموكب الجمال يجسد ثقافة الرحل.

  1. عروض الهجن: يتم تقديم عروض مميزة للهجن، حيث يتم استعراض مهارات الفرسان في ركوب الجمال والسيطرة عليها. تُظهر هذه العروض العلاقة الوطيدة بين الإنسان والجمل في حياة البدو.

  2. الفروسية التقليدية (التبوريدة): تُعتبر التبوريدة واحدة من أهم العروض التقليدية في المغرب، حيث يتم تقديم استعراضات للفروسية التقليدية تشمل مهارات الفرسان في ركوب الخيل واستخدام البنادق التقليدية. تُظهر هذه العروض الشجاعة والمهارة التي يتمتع بها الفرسان.

  3. موكب الجمال: يُعد موكب الجمال أحد أبرز الفعاليات في المهرجان، حيث يتم تنظيم استعراض تقليدي للجمال يجسد ثقافة الرحل وطريقة حياتهم في الصحراء. يشمل الموكب جمالاً مزينة بالأقمشة التقليدية والألوان الزاهية.

  4. الأسواق التقليدية: يتم تنظيم أسواق تقليدية خلال المهرجان، حيث يُعرض المنتجات المحلية والحرف اليدوية التي تُظهر براعة الحرفيين المحليين. يتم بيع الأقمشة التقليدية، والمجوهرات اليدوية، والمنتجات الجلدية، والأطعمة التقليدية.

  5. الفعاليات الثقافية والفنية: يتضمن المهرجان العديد من الفعاليات الثقافية والفنية مثل العروض الموسيقية، والرقصات التقليدية، والشعر الشعبي، والحكايات التقليدية. تهدف هذه الفعاليات إلى تسليط الضوء على التراث الثقافي الغني للمنطقة.

  6. ورش العمل والندوات: تُنظم خلال المهرجان ورش عمل وندوات حول موضوعات تتعلق بالثقافة والتراث والتنمية المستدامة في المنطقة. يتم دعوة خبراء ومثقفين لمناقشة قضايا مهمة تتعلق بحياة البدو وثقافتهم.

يُعتبر موسم طانطان فرصة رائعة للتعرف على التراث الثقافي الفريد للبدو الرحل في المغرب والاستمتاع بالعروض التقليدية والأنشطة المتنوعة التي تُظهر الحياة اليومية والعادات والتقاليد في الصحراء المغربية.

إثر ذلك قام كل من بنيعيش، وعامل إقليم طانطان بالنيابة، بافتتاح المعرض التشكيلي السنوي الخامس بقاعة العروض بجماعة طانطان، الذي تنظمه جمعية أصدقاء متحف الطنطان تحت شعار “ألوان إفريقيا”. ويعرف هذا المعرض التشكيلي الجماعي المنظم إلى غاية 30 يونيو الجاري، بدعم من مؤسسة ألموكار، مشاركة 12 فنانا تشكيليا من مدن طانطان ومراكش وأكادير والعيون وبوجدور، يعرضون حوالي 25 لوحة بتيمات منفتحة على تعبيرات إفريقية متعددة من لباس صحراوي وإفريقي ومشغولات يدوية ومعمار وغيرها، بأساليب متنوعة منها التجربة التجريدية والتشخيصية والفطرية والرمزية والتخييلية والواقعية.

وأكد بنيعيش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ما يميز النسخة ال 17 لموسم طانطان هو تنظيم، لأول مرة، ملتقى ثقافي حول الثقافة الحسانية بمشاركة خبراء من عدة دول، بالإضافة إلى الملتقى الاقتصادي الذي ينظم كل سنة، وكذا كرنفال على غرار السنوات الأخير، فضلا عن خيمة للشعر خلال الأمسية الختامية للموسم، معربا عن أمله في أن تكون فقرات موسم طانطان في مستوى تطلعات الساكنة.

وأشار إلى أن موسم طانطان مرت عليه 20 سنة بعد أن قرر صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2004 إحياء هذا الموسم الذي توقف خلال سنوات السبعينيات من القرن الماضي، ليتقرر بعد ذلك في سنة 2014 إنشاء مؤسسة ألموكار بهدف الحفاظ على التراث الحساني الأصيل وحمايته من الاندثار. وقال السيد بنيعيش إننا نطمح إلى تطوير موسم طانطان مع المحافظة على التراث الحساني. من جهته، أبرز السيد القبيسي، أن موسم طانطان الذي تشارك فيه دولة الامارات العربية المتحدة منذ 2014 ، يشكل محطة مهمة بالنسبة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث من أجل التعبير والترويج للتراث الإماراتي، مضيفا أن دولة الإمارات تشارك بمجموعة كبيرة من التراث الشعبي وعناصر التراث المعنوي حيث أن هناك تراثا مشتركا مع تراث طانطان والأقاليم الصحراوية يتمثل في مجال الإبل والفنون الشعبية والشعر وغيرها من عناصر التراث. ويعرف برنامج دورة هذه السنة تنظيم العديد من الأنشطة الغنية والمتنوعة منها عروض تقليدية، وإقامة معارض للحرف اليدوية الأصيلة، وعروض فلكلورية (سباقات الإبل، فن التبوريدة)، إضافة إلى معارض تراثية تبرز التراث الحي الذي تزخر به المنطقة، وكذا مسابقة الألعاب الشعبية التقليدية، إلى جانب تنظيم كرنفال استعراضي، فضلا عن جلسات شعرية.  كما سيتم تنظيم ندوة حول فرص الاستثمار في جهة كلميم وادنون والعمق الإفريقي للثقافة الحسانية، بمشاركة خبراء وباحثين ومهتمين، والتي ستناقش العناصر التراثية والأبعاد الاقتصادية كما ستمزج الندوة بين التنمية الثقافية والأفق الاقتصادي وكذا العمق الإفريقي للثقافة الحسانية، إلى جانب بحث آفاق وسبل الاستثمار في المنطقة. وتشارك الإمارات العربية المتحدة في فعاليات هذه الدورة من خلال جناح تشرف عليه “هيئة أبوظبي للتراث”، يتضمن مجموعة واسعة من عناصر التراث الاماراتي المعنوي، إلى جانب تنظيم عدد من المسابقات التراثية، مثل سباق الهجن و “مسابقة مزاينة الإبل” (جمال الإبل)، و”مسابقة المحالب” (حلب الإبل)، بالتعاون مع اتحاد الإمارات لسباقات الهجن. ويعد موسم طانطان الذي تم إدراجه من طرف منظمة (اليونسكو) ضمن التراث الشفهي غير المادي والإنساني عام 2005، والمسجل ضمن القائمة الممثلة للتراث الثقافي غير المادي والإنساني عام 2008 ، نقطة تجمع سنوي لأكثر من ثلاثين قبيلة للرحل يلتقون قصد التبادل فيما بينهم ومن أجل صون تراثهم الثقافي، خصوصا فيما يتعلق بالموسيقى والرقص والحرف اليدوية والعادات التقليدية.