مونتريال – تم عرض الفيلم الطويل المغربي “المسيرة” للمخرج يوسف بريطل مساء الخميس في مونتريال، ضمن فعاليات النسخة الـ31 من مهرجان الفيلم الفرنكوفوني (Cinémania)، الذي تم اختيار المغرب فيه كضيف شرف. الفيلم يستعرض ملحمة المسيرة الخضراء من خلال منظور شخصيات مختلفة، ويشارك في بطولته كل من مراد زاوي، زينب التريكي، سعدية أزقون، سعيد باي، إدريس روخة وعزيز داداس، مستعرضًا المصائر المتشابكة لشخصيات متعددة كانت جزءًا من هذه اللحظة التاريخية.
وخلال كلمة له بهذه المناسبة، شدد المستشار في السفارة المغربية بكندا، مراد بن إبراهيم، على أن عرض فيلم “المسيرة”، الذي يصادف الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، يأتي بعد أيام قليلة من اعتماد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للقرار رقم 2797 حول الصحراء المغربية، الذي يكرس أهمية وشرعية المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل واقعي وحيد قادر على إنهاء النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأضاف بن إبراهيم أن اعتماد هذا القرار هو نتيجة الجهود المتواصلة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتزامه الشخصي تجاه هذا الملف، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي أمام جمهور يضم شخصيات بارزة من عالم الثقافة والفنون وأعضاء من الجالية المغربية المقيمة في كندا.
كما أبرز المستشار المغربي التطور غير المسبوق الذي تشهده أقاليم الصحراء المغربية بفضل المشاريع الاستراتيجية الكبرى، مثل ميناء الداخلة الأطلسي والمشاريع الكبرى في مجالات الصحة، التعليم، الاقتصاد، اللوجستيك والربط، بالإضافة إلى المبادرات الملكية الموجهة لإفريقيا، بما فيها المبادرة الملكية لتسهيل وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
وأشار بن إبراهيم إلى أن فيلم “المسيرة” يمثل إسهامًا فنيًا مهمًا في تعزيز قيم الوطنية والتعريف بالمسيرة الخضراء، خصوصًا لدى الأجيال الشابة.
ويبرز في هذا السياق دور المركز السينمائي المغربي الذي لعب دورًا محوريًا في دعم إنتاج وترويج السينما المغربية، وتسهيل مشاركات الأفلام الوطنية في المهرجانات الدولية، بما يضمن إبراز هوية المغرب الثقافية والفنية على الصعيد العالمي. ويأتي دعمه للفيلم ضمن إستراتيجية أوسع لتعزيز المشهد السينمائي الوطني وتمكين صانعي الأفلام المغاربة من الوصول إلى جمهور عالمي متنوع.
وأضاف بن إبراهيم أن اختيار المغرب كضيف شرف في مهرجان سينيمانيا يعكس الاهتمام المتزايد بالسينما المغربية والاعتراف بالحيوية التي تشهدها الساحة الثقافية في المملكة، والتي شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة بفضل الرعاية الملكية.
ويشهد المهرجان هذه السنة عرض مجموعة من الأفلام المغربية الطويلة والقصيرة، بالإضافة إلى معرض وفعاليات مهنية، تشمل أفلامًا مثل “وريث الأسرار” لمحمد نديف، و**”شارع مالاغا”** لمريم توزاني، التي حصلت مؤخرًا على جائزة الجمهور ضمن فئة “Spotlight” في مهرجان فينيسيا الـ82، و**”صراط”** لأوليفر لاكس، و**”13 يومًا، 13 ليلة”** لماثيو بوربولون.
كما يقدم المهرجان لمحة عن أصوات الجالية المغربية في كيبك، من خلال جيل من المبدعين والمبدعات الذين يستكشفون هويتهم وعلاقتهم بالجذور والذاكرة والتراث الثقافي.
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان سينيمانيا، الذي تأسس عام 1995، يعتبر حدثًا بارزًا على الساحة الثقافية في مونتريال. وفي نسخته الأخيرة، التي أقيمت في نوفمبر 2024، سجل المهرجان 100 ألف حضور خلال 12 يومًا، مع عرض 120 فيلمًا متنوعًا.