تعتبر الموهبة من نعم الله سبحانه و تعالى التي يختص بها من يشاء من خلقه، و تلك قصص العديد من انبيائه الذين اصطافهم منذ الأزل البعيد كسليمان و داوود، و يحي و سيدنا عيسى و غيرهم كثير، عليهم أفضل الصلاة و ازكى السلام، و لكن هذا الطرح لا يعني بالمحصلة أن الموهبة مقصورة فقط على الأنبياء دون غيرهم، ولكنها تدحل في ملكات و قدرات الإنسان كل حسب طاقته الفكرية و ما يبذله من جهد جهيد في سبيل صقلها و تنميتها.
و يعتبر ذ/ مولاي الحسن أيت بن علي، المولود عام 1973 بقرية الفكارة جماعة تنسيفت، دائرة أكدز، بإقليم زاكورة مستقر الشرفاء العلويين، من المواهب المغمورة بهذه الربوع الجنوبية الشرقية، إذ يمتلك من المواهب الفنية ما يبهر العين و يسر الآذان، و منها النقش على الحجر الصخري بطريقة فنية رائعة و متقنة، إلى ابعد الحدود، تحمل في طياتها حديثا يغوص بالناظر في أعماق التاريخ الإنساني القديم، و كأنها لوحات استمدت من عصور الحضارات الإنسانية القديمة الراقية في بابل أو بلاد الكنانة، و باختصار فهذه موهبة فنية يعتز المغرب بانتمائها إليه، فهي قيمة مضافة للثقافة و المجال الفني الوطنيين.
ذ/ مولاي الحسن ايت بن علي لا يمتلك فقط ملكة النقش، و إنما هو أيضا شاعر امازيغي بامتياز، بكلمات منظومة و موزونة قل نظيرها في هذه اللحظة من تاريخ هذا الوطن، بل إن مجالات اهتماماته الإبداعية تتعدى ما هو فني، لتشمل مجال الديكور الداخلي التقليدي الذي يضفي عليه لمحة مغربية ساحرة تستمد قوتها الإبداعية من التراث المغربي الأصيل، و يضاف إلى هذا كله، اهتمامه بالفلاحة و البستنة و كل ما له ارتباط بهذا المجال الذي لا يبخل عنه بلمساته الإبداعية الفنية. و بعد هذا كله فهل من آفاق واعدة أمام مواهب وطننا الغالي؟