يعيش الشارع الأسفي في الآونة الأخيرة على صفيح ساخن ، فلا حديث في المنتديات الأسفية ولا الصفحات الفيسبوكية التي تهتم بالشأن المحلي لحاضرة المحيط سوى حديث الساعة ، ألا وهو تلوث مياه الشرب بالمدينة .
فمنذ ما يناهز الأسبوع ، لاحظ العديد من سكان مدينة أسفي بل اشتكوا من تغيير لون الماء الصالح للشرب بالإضافة لرائحته الكريهة ، هذا دفع بالعديد من العائلات لاقتناء المياه المعدنية لسد حاجياتها اليومية من هاته المادة الحيوية ، طبعا هذا أثقل كاهل الأسر بمصاريف إضافية للمبالغ الشهرية – المرتفعة غالبا – التي تؤديها للوكالة المستقلة للماء و الكهرباء .
أمر كهذا و بهاته الخطورة التي تتجلى في المساس بالصحة العامة للمواطنين ، كان لا بد له من أن يحرك عديد الفعاليات الحقوقية و الجمعوية و عديد فعاليات المجتمع المدني لرفع الصوت و دق ناقوس الخطر في مسألة غاية في الخطورة و المتمثلة في تلوث مياه الشرب ، و كخطوة جريئة تم إطلاق عريضة إلكترونية قصد جمع التوقيعات بهذا الخصوص ، عريضة تم من خلال نصها التعبير عن سخط الساكنة العارم و استنكارهم كذلك لصمت جل إن لم يكن كل المتدخلين ؛ كما عبروا عن استعدادهم التام للقيام بوقفة احتجاجية أمام مقر الوكالة يوم الأحد المقبل .
هاته التحركات و الإشارات كان لها صدى في ردهات الوكالة البنية ، وكان لا بد من التقاطها من طرف المعنيين بالأمر ، ما دفع بالوكالة المستقلة لتوزيع الماء و الكهرباء لإصدار بيان توضيحي بخصوص جودة المياه المنتجة و الموزعة بالمدينة ، بيان حمل تأشير كل من الوكالة و ابمكتب الوطني للماء الصالح للشرب جاء في مضمونه أنه بناءا على التحاليل المخبرية يتم التأكيد على أن جودة المياه المنتجة و الموزعة بمدينة أسفي مطابقة للمعايير المعمول بها على الصعيد الوطني و المنبثقة من توصيات المنظمة العالمية للصحة .
بيان اعتبره العديد من ساكنة المدينة أنه لم و لن يوضح شيءً مادامت الرائحة الكريهة تلازم الماء ، كما أكدت عديد الفعاليات أن الأمر لن يثنيها عن خطوتها المتمثلة في الوقفة الإحتجاجية المبرمجة يوم الأحد المقبل و التي تتم التعبئة لها على أكثر من صعيد ، كما كانت هناك عديد التعاليق التي التي أبدعوا بعض النشطاء الفيسبوكيين في حبكها و التي مزجت بين مكر السخرية و جدية الواقع و لعل خير ختاما لمقالنا هذا هو أحد هاته التعاليق ” بغاونا نصدقو البيان و نكدبو الروبيني “.
نوال السعداوي : ايقونة النضال النسائي التحرري ضد الظلم الاجتماعي والاستبداد السلطوي