“مُحْجَبَات ممنوعات: كيف تحول بعض المطاعم في المغرب إلى قلاع للتعصب والتمييز؟”

0
179

عُرِفَ عن المغرب كمملكة تحتضن إمارة المؤمنين، ولكن ما الذي يجري حين تُعَامل النساء المحجبات في عاصمة المملكة كما لو كنّ مواطنات من درجة ثانية؟

أشعل قرار مطعم آسيوي شهير في منطقة بئر قاسم بالرباط، بمنع دخول الشابات المحجبات، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد عن استيائهم من هذا التصرف المشين.

في تدوينة مثيرة للجدل نشرها الصحفي المغربي محمد واموسي على حسابه في “فيسبوك”، كشف عن تفاصيل الحادثة التي أثارت صدمة كبيرة. ووفقاً لرواية واموسي، فقد استضافت ابنته صديقاتها القادمين من فرنسا وكندا وأمريكا لعشاء في المطعم المذكور، بعد أن قامت بجميع الحجوزات اللازمة.

ولكن، عند وصول المجموعة إلى المطعم، فوجئت أربع من صديقاتها المحجبات بمنعهن من الدخول، تحت ذريعة أن “الحجاب ممنوع حفاظاً على مشاعر الزوار الأجانب”. ووصفت الشابات هذا الموقف بالصدمة الكبيرة، خاصة عندما طُلب منهن نزع حجابهن للدخول.

الأمر ازداد تعقيداً عندما تواجد أحد أفراد العائلة الملكية في المطعم. فبفضل تدخل هذا العضو، تم إجبار صاحب المطعم على تقديم اعتذار رسمي للضيفات المحجبات. لكن رغم ذلك، قررت الشابات المحجبات مغادرة المكان والبحث عن مطعم آخر بعد هذا الموقف المخزي الذي يعتبر انتهاكاً لحقوقهن الأساسية.

السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه:

  • كيف يمكن أن يحدث هذا في بلد يُعرف بإمارة المؤمنين؟ كيف يمكن لمؤسسة ملكية أن تتدخل لإصلاح الأوضاع، بينما تظل بعض الأماكن العامة تعيش في عالم من التعصب والتمييز؟

بعض الأسئلة الملحة:

  • هل تحول المغرب إلى ساحة يتم فيها تقنين حقوق الإنسان وفق أهواء التجار وأصحاب المطاعم؟

  • لماذا يسمح لبعض الأماكن العامة بالتعامل مع المحجبات بهذا الشكل، رغم القوانين التي تحترم حرية الفرد في اختيار ملابسه؟

  • كيف يمكن للسلطات المحلية والجهات المختصة ضمان احترام حقوق الإنسان في جميع الأماكن العامة؟

إن هذا الحادث يثير تساؤلات خطيرة حول كيفية تعامل المغرب مع قضايا الحريات الفردية، ويضع الضوء على الحاجة الملحة لإعادة النظر في كيفية ضمان حقوق كل مواطن، خاصة في ظل وجود مثل هذه التصرفات غير المقبولة.