قال يوسف غربي، رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النواب ، إن “النظام الجزائري يحاول تصدير أزماته الداخلية بقطع العلاقات مع المغرب”.
ووصف غربي قرار الجزائر قطع العلاقات مع المغرب بـ”الموقف العدمي”، مشيرا إلى أن “هدف النظام الجزائري من هذا القرار تصدير أزمته الداخلية، وهي أزمة مرتبطة بالديمقراطية والتنمية أساسا”.
وأضاف: “في اللحظة التي ركز فيها خطاب الملك محمد السادس على ضرورة تشكيل اتحاد مغاربي كقوة لا بد منها لتجاوز الصعوبات الذاتية في شمال إفريقيا، اختارت الجزائر مقابلة ذلك بموقف غريب جدا”، معتبرا أن “مبررات القرار الجزائري تظل ضعيفة للغاية”.
وتابع قائلا في مقابلة مع موقع “هسبريس”: “للأسف الشديد، لست أدري ما الذي يسعى إليه النظام الجزائري من خلال تسميم الأجواء وزيادة التوتر في المنطقة”.
يذكر أن وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، قد أعلن، اليوم الثلاثاء، قطع علاقات بلاده مع المغرب.
وتكاثرت الاتهامات التي وجهها لعمامرة الى المغرب خلال مؤتمر صحافي اعلن فيه عن قطع العلاقات مع الرباط، من مزاعم تورط المغرب في الحرائق الى اتهامه بشن حملات اعلامية الى ادعاءات التجسس.
ولكن وزير الخارجية الجزائري لم يقدم دليلا واحدا على صحة ادعاءاته ضد المغرب، ولا عما سماه “حالة العداء” المغربية ضد الجزائر منذ استقلالها عن فرنسا في 1962.
وتقدم المغرب بمبادرات عديدة لتحسين العلاقات مع جارته الشرقية التي يسودها التوتر منذ عقود. وكان اخرها دعوة الملك محمد السادس نهاية يوليو/تموز الى الارتقاء بالعلاقات مع الجزائر الى مستوى “التوأمة المتكاملة”.
وسبق للمغرب أن قطع علاقاته مع الجزائر سنة 1976 بعد اعتراف الجزائر بقيام ما تسمى “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية” التي تقودها جبهة بوليساريو الانفصالية. ولم تُستأنف العلاقات إلا في 1988 بعد وساطة سعودية.
والنزاع حول الصحراء المغربية سبب رئيسي في توتر علاقات الجارين منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة بوليساريو التي تطالب بانفصال الاقليم الذي يعتبره المغرب جزءاً لا يتجزأ من أرضه ويعرض منحه حكماً ذاتياً تحت سيادته.