“ناصر الزفزافي يخرج استثنائياً لحضور جنازة والده ويؤكد وحدة الوطن أمام المواطنين… ويعكس تحولاً في خطاباته”

0
115

خرج ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف المعتقل منذ 2017 على خلفية أحداث الحراك، صباح الخميس 4 شتنبر 2025 بشكل استثنائي لحضور جنازة والده، أحمد الزفزافي، الذي وافته المنية الأربعاء 3 شتنبر 2025 عن عمر يناهز 78 سنة بعد صراع طويل مع المرض.

من على سطح منزل عائلته في مدينة أجدير، ألقى الزفزافي كلمة مقتضبة أمام حشد من المواطنين، أكد فيها أن:

“جميعنا أبناء هذا الوطن، ومهما اختلفت الآراء والأفكار، فإنها تصب جميعاً في مصلحة الوطن أولاً وأخيراً”،
مشددًا على أن “الوطن” لا يقتصر على الريف فقط، بل يشمل كل شبر من بلادنا.

يعكس هذا الخطاب تحوّلًا واضحًا في طريقة تعبير ناصر الزفزافي، إذ بدا أنه يبتعد عن التركيز على المطالب السياسية والحقوقية ليضع في المقام الأول أهمية وحدة الوطن وتجاوز الخلافات، موجهًا رسالة واضحة للمجتمع حول الأولويات الوطنية. وفي الوقت نفسه، أعرب الزفزافي عن تقديره لإدارة السجون على تسهيل حضوره جنازة والده، قائلاً:

“ما كنت لأكون اليوم معكم لولا فضل الله تعالى، ثم إدارة السجون متمثلة في شخص المندوب”.

تمثل هذه اللحظة نقطة فاصلة في مسار الزفزافي، إذ تجمع بين البعد الإنساني المرتبط بفقدان الأب، والبعد السياسي الرمزي الذي يرسل رسالة عن الوحدة الوطنية وتجاوز الانقسامات الاجتماعية والسياسية. إنها لحظة استثنائية تتيح للمتابعين التأمل في تطور خطاباته وتوجهاته على الصعيدين الشخصي والمجتمعي.

تعكس هذه اللحظة جانبًا إنسانيًا عميقًا مرتبطًا بفقدان الأب، وفي الوقت نفسه تحمل دلالات رمزية حول الوحدة الوطنية وأهمية تجاوز الانقسامات الاجتماعية والسياسية. وقد شهدت هذه المناسبة أجواء حزينة في منزل الزفزافي، حيث قامت والدته بوضع الأعلام السوداء حدادًا على وفاة زوجها، فيما حضر عدد من المواطنين لتقديم واجب العزاء، مما أضفى على المشهد بعدًا اجتماعيًا يعكس التفاعل الشعبي والدعم المجتمعي في هذه اللحظة الاستثنائية.

وأقيمت صلاة الجنازة بعد صلاة العصر في مسجد العتيق بمدينة أجدير، قبل أن يُوارى جثمان الفقيد الثرى في مقبرة المجاهدين. وقد مثل حضور المواطنين فرصة للتعبير عن مشاعر التضامن والتقدير، في لحظة جمعت بين احترام التقاليد العائلية والبعد الرمزي والسياسي لهذه الفعالية.