نصرة القضية الفلسطينية وتأثير حكم محكمة العدل الدولية على أرض الواقع

في تحول كبير لمسار القضية الفلسطينية، أصدرت محكمة العدل الدولية، يوم الجمعة، رأيها الاستشاري بشأن العواقب القانونية المترتبة على سياسات وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

جاء هذا القرار بناءً على طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي طلبت رأي المحكمة حول استمرار انتهاكات إسرائيل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، نتيجة للاحتلال الطويل الأمد والاستيطان والضم.

أبرز ما جاء في قرار المحكمة:

1. عدم شرعية الاحتلال: أكدت المحكمة أن استمرار وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني. وألزمت إسرائيل بإنهاء وجودها غير القانوني في أسرع وقت ممكن، ووقف الأنشطة الاستيطانية الجديدة، وإخلاء جميع المستوطنين من الأراضي المحتلة.

2. التعويضات: شددت المحكمة على ضرورة تقديم إسرائيل تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالفلسطينيين بسبب سياساتها وممارساتها في الأراضي المحتلة.

3. المسؤولية الدولية: دعت المحكمة جميع الدول إلى عدم الاعتراف بالوضع القانوني الناشئ عن الوجود غير القانوني لإسرائيل في الأراضي المحتلة، وعدم تقديم أي دعم أو مساعدة في الحفاظ على هذا الوضع. كما أكدت على ضرورة أن تتخذ الأمم المتحدة، وخاصة الجمعية العامة ومجلس الأمن، تدابير إضافية لوضع حد لهذا الوضع غير القانوني.

ردود الفعل في المغرب:

وفي الرباط، شارك عشرات المغاربة في وقفة أمام مبنى البرلمان، دعت إليها مجموعة العمل من أجل فلسطين، للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.

وأفاد رشيد الفلولي، رئيس المبادرة المغربية للدعم والنصرة، أن قرار محكمة العدل الدولية يعد “تحولًا كبيرًا في مسار القضية الفلسطينية”، مؤكدًا أن القرار يمثل “تأكيدًا لحق الشعب الفلسطيني في أرضه، وإدانة جديدة للكيان الذي كان يعتبر نفسه فوق القانون”.

وأضاف الفلولي أن هذا القرار يعد “انتصارًا جديدًا للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني”، مشيرًا إلى أن استمرار صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته يساهم في تقويض شرعية الاحتلال وزيادة عزلته الدولية.

الأوضاع في غزة:

وفي الوقت الذي أصدرت فيه المحكمة قرارها، تستمر إسرائيل في شن حرب مدمرة على قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 128 ألف فلسطيني، إضافة إلى تدمير آلاف المباني والبنية التحتية. وأدان المشاركون في الوقفة في الرباط الدعم الغربي المستمر لإسرائيل رغم حجم التقتيل والتجويع في غزة، مطالبين الدول الإسلامية والعربية بالتحرك لوقف الحرب.

تداعيات القرار دوليًا:

من جهة أخرى، أثار قرار محكمة العدل الدولية جدلًا كبيرًا في الأوساط الدولية. ففي مجلس الأمن الدولي، يتوقع أن تتصاعد المناقشات حول الإجراءات التنفيذية للقرار، حيث يعترض بعض الدبلوماسيين على كيفية تنفيذ القرار بشكل يحقق التوازن الدبلوماسي ويمنع تفاقم النزاع.

الخلاصة:

يمثل قرار محكمة العدل الدولية نقطة تحول في مسار القضية الفلسطينية، حيث يؤكد عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي ويطالب بإنهائه فورًا. ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، يظل الأمل قائماً في تحقيق العدالة والسلام في المستقبل. إن هذا القرار يعزز من عزلة إسرائيل الدولية ويدعم حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة.