وقف موظفين وأشخاص لاعلاقة لهم بمهنة الصحافة موقف الاذلال والاهانة امام أبواب مكتب تابع لـ “نقابة الإتحاد المغربي للشغل” مستجدين قفة رمضانية مذلة طال انتظارهم لها، فجاءت قفتهم بطريقة مذلة برغم ان مبلغها لا يتجاوز 250 درهم.. يا للعار!.ولا اعرف حقا لماذا هذا الإصرار من قبل “نقابة الإتحاد المغربي للشغل”على تمسكها بتوزيع قفة رمضانية من قبلها ومن خلال لجان تم تشكيلها داخل أروقة مكاتبها، لتقوم بتوزيع القفة على مستحقيها بطريقة مذلة.
الرباط – قال بيان للنقابة الوطنية للصحافيين المغاربة، تابعنا اليوم باستغراب وامتعاض كبيرين في نقابة الصحافيين المغاربة جهة الدار البيضاء سطات ، قيام نقابة تم تأسيسها حديثا تضم موظفين وأشخاص لاعلاقة لهم بمهنة المتاعب، في خطوة غير مسبوقة بتوزيع قفف رمضان على المنتسبين إليها أمام بعض وسائل الإعلام في ضرب صارخ لكرامة الصحافيين ومحاولة من بعض النقابيين والسياسيين والجمعويين تشويه سمعة مهنة الصحافة والصحافيين بمثل هذه الخرجات المفضوحة، وهو ما خلف استنكارا في وسط الصحافيين المهنيين عبروا فيها عبر صفحاتهم وحساباتهم بمواقع التواصل الإجتماعي عن استنكارهم لهذه الخطوة ومعتبرينها وصمة عار على جبين من يدعون انتسابهم للسلطة الرابعة ظلما وعدوانا.
وأدانة نقابة الصحفيين في بيان صحفي ” بشدة هذا السلوك الجبان الذي فضح مخططات نقابة الموظفين وبعض المسترزقين، التي تسعى جاهدة لتمريغ وجه الصحافة في الوحل، فعوض الدفاع عن حقوق الصحافيين والدعوة لتحسين وضعيتهم، هاهي تحاول بشكل مفضوح تقديم الصحافيين أمام النقابيين والسياسيين والجمعويين وسط بهرجة إعلامية كمتسولين ينتظرون الصدقة والإحسان، لكن ههيهات هيهات فنقابتنا بمعية النقابات الجادة والمسؤولة والتي تمثل فعلا الصحافيين وليس المسترزقين والمتسولين ستقف بالمرصاد لمثل هذه خرجات وستبقى وفية لنهجها في الدفاع عن كرامة الصحفي وتحسين وضعيته المادية والإجتماعية.
وفي هذا الصدد نؤكد للمرة الألف أنه لم تعد تربطنا أي صلة بنقابة الإتحاد المغربي للشغل، وأن نقابة الصحافيين المغاربة نقابة مستقلة و ستبقى كذلك .
ومنذ يوم امس، أثارت آلية توزيع نقابة الإتحاد المغربي للشغل للقفة الرمضانية على أعضاء نقابة تم تأسيسها حديثا تضم موظفين وأشخاص لاعلاقة لهم بمهنة المتاعب، لغطا كبيرا، واستنكرت رئيس جمعية الأعمال الاجتماعية للصحفيين ، والبرلمانية السابقة والقيادية في حزب الاتحاد الاشتراكي ، حنان رحاب، في تدوينة على صفحتها الرسمية “حتى لهنا وحبس، نحترم التعددية، ولو أننا ندعو لوحدة الجسم الصحافي، ولكن “حتا لهنا وحبس”، حين يتعلق الأمر باحترام كرامة الصحافيين والصحافيات”، معتبرة أن “ما قامت نقابة الاتحاد المغربي للشغل أمر مرفوض وسابقة في تاريخ العمل النقابي وكذلك الاجتماعي داخل الجسم الصحفي المهني”.
وقالت رحاب أن “قيام إطار ما بدعوة شخصيات سماها وازنة وأمين عام الاتحاد المغربي للشغل السيد ميلود مخاريق المحترم لتوزيع قفف رمضان على أشخاص تم تجميعهم على أساس انهم صحافيون من طرف جمعية من جمعيات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، أمر مخز، ومهين للمهنة وللمهنيبن”.
وتابعة رحاب أن “الاطارات النقابية يفترض أن مهمتها هي الدفاع عن الحقوق المادية والمعنوية لعموم العاملات والعاملين في هذه المهنة الشريفة، وليس تصويرهم على أساس انهم يستحقون الشفقة والصدقة”.
موردة أن “هناك مشاكل ذات طبيعة اجتماعية واقتصادية يعيشها الصحافيون والصحافيات ومجموع العاملين في قطاع الصحافة الخاصة كما يعيشها المنتمون لمهن التعليم والصحة وغيرهم ، ولكننا لم نر يوما نقابة تعليم أو صحة توزع ” القفف” على المنتمين للمهنة”.
وأكدت الاتحادية رحاب “نحن مصدومون من تلك الصور والفيديوهات التي توثق لهذه العملية “المشؤومة”، إنها عملية تنكليل وتشهير بالجسم ” الصحافي ” باستعمال القفة “.
ولفتت الانتباه إلى أن “مطالب الصحافيات والصحافيين هي أسمى بكثير، إذ أنه في الوقت الذي نطالب في النقابة الوطنية للصحافة المغربية بتعديل القوانين المؤطرة للمهنة، ومراجعة الاتفاقية الجماعية في الصحافة المكتوبة الورقية والرقمية ، إقرار اتفاقية جماعية في قطاع السمعي البصري الخاص، ومراجعة الأنظمة الأساسية في الأقطاب العمومية، وندافع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بما يحفظ كرامة الصحافي”.
واسترسلت أنه “في الوقت الذي تعمل جمعيات الأعمال الاجتماعية على مواضيع: الدعم المدرسي، العطل، الدعم الطبي ، دعم التوقف على عمل ، دعم تعلم اللغات وغيرها؛ وبما يحفظ دائما كرامة الصحافي والعاملين بالقطاع، في هذا الوقت يمرغ البعض كرامة المهنة والمهنيبن”.
من يتحمل مسؤولية الأوضاع المزرية للصحفيين المغاربة ؟
يعيش الصحفيون المغاربة وضعا شديدا الخطورة، حيث الويلات والسجون، وسط واقع معيشي متدهور، جراء توقف رواتبهم وأعمالهم، وفق ما ذكرته نقابة الصحفيين المغاربة.
وتضاءلت نسبة الدعم المتأتي عن طريق “وكالة النشر والإشهار” التابعة للدولة بأكثر من 95 في المائة، ويطرح في الوسط الإعلامي المغربي سؤال كبير حول “معايير استفادة الجرائد والمواقع من دعم الدولة”، بينما يتساءل الصحفيين عن سبب انسحاب الدولة من رقابة القطاع الخاص، وتمكينهم من رواتب تضمن لهم العيش الكريم.
ومن جانبه الصحفي في جريدة “المغرب الآن” جمال السوسي، تساءل في تصريحه عن مصير الدعم الذي تستعيذ منه الجرائد والمواقع الاكترونية ولا يوجد له أثر في مستوى معيشة الصحفيين ولا ظروف عملهم، ولا حتى في عملية التطوير والتحسين وإيجاد مصادر تمويل مستقلة عن الدولة.
وقال الإعلامي جمال السوسي من صحيفة “المغرب الآن ” نأسف ونحن في شهر البرمات والغفران والخيرات بمآل عدد من زملائنا الصحفيين الذين أصبحوا عاطلين عن العمل بعد أن تعرضت الصحف التي يشتغلون فيها إلى الإغلاق لأسباب أو لأخرى.
وحسب السوسي، فإن “القبضة الحديدية التي تنمرت على الصحفيين لا بد أن تنكسر، لتنتصر نضالات الصحفيين المدافعين عن قيم الحرية وحق المجتمع في الحصول على المعلومة”، مشيراً إلى أن “الكفاح لن يتوقف إلا بعد إيقاف هذا العنف الممنهج ضد الصحافة والصحفيين وقيم التعدد والتنوع واحترام الرأي والرأي الأخر”.
وقال السوسي : لاشك أن الصحافة المغربية عاشت حالة من الحصار المتعمد خلال العشرية الأخيرة، مما أضعف أدوارها وقضى على بعض مؤسساتها وفتح المجال لرواج نمط آخر من الممارسة لا صلة له بقواعد المهنة وضوابطها ويقوم على الشائعات وانتهاك خصوصيات الناس، وقد وجد ضالته فى ظهور الإعلام الإلكتروني الذى يمارسه كل من هب ودب دون شروط معروفة.
هذ الواقع وللأسف مازال مستمرا ولا زلنا نحاول تغييره ولنا أمل في ذلك مع النظام الجديد لأنه بدون صحافة قوية وجادة لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية ولا تنمية ولا محاربة الفساد.
واضاف هناك عقبة أخرى وهي غلق مصادر الأخبار أمام الصحفيين بالإضافة الى غياب الدعم للصحفيين الفري لانس، لكن ذلك ستكون له انعكاسات خطيرة على الدولة والمجتمع لما يلعبه الاعلام من أدوار لا غنى عنها.
وتابع السوسي: تراجع المغرب في ترتيب “مراسلون بلا حدود” راجع الى أوضاع الصحافة والصحفيين وهي الأوضاع التي يطالبون دائما بتغييرها إلى الأحسن حيث تم غلق كل أشكال الدعم المادي منذ سنوات وتم العبث بأموال دعم الصحافة الذى لا تصل أمواله لمستحقيه وتمثيل الصحفيين فيه لا يمر عبر الطرق الشفافة وهو دعم يقوم على الزبونية وماله مال عام مهدور لا قيمة له، وقد شاركنا في ورشة نظمتها الوزارة السنوات الماضية واتفقنا على توصيات لمعالجة الخلل فيه وان لم يتم تطبيقها فلا أهمية له.
هذا من حيث واقع الصحافة والصحفيين وله انعكاس على الأداء الصحفي وتفهمه المنظمات الدولية الصحفية على أنه استهداف للصحفيين وإعاقة لهم وبالتالي خنق لحريتهم الصحفية، بالإضافة إلى اعتقال الصحفيين وتوقيفهم وسجنهم على آرائهم ومواقفهم السياسية.
السوسي: نعم النقابة الوطنية للصحافيين المغربة قدمت للحكومات السابقة تصورا لحلول بكل الإشكالات المطروحة لكنها تركت الصحافة في مشاكلها الكثيرة وكما قلت وأكرر لنا أمل في النظام الجديد لحل هذه المشاكل وهي كثيرة ومتشعبة وخلقت صعوبات متعددة للصحفيين حجمت من قيامهم بأدوارهم المنوطة بهم والنقابة مستمرة في متابعة الموضوع مع الجهات المعنية ولديها خطة عمل بالتشاور مع كل الأعضاء في سبيل تسريع الحلول التي تساهم في قيام صحافة مهنية وناضجة.