ساهمت النقابة المستقلة الممرضين والممرضات في تحقيق العديد من الانجازات ، ويأتي تأسيس المكتب الجامعي والمكتب المحلي لمستشفى الأطفال للنقابة المستقلة للممرضين بالمركز الإستشفائي الجامعي ابن سينا الرباط كأحد هذه الانجازات، وقد تم انتخاب حميد ماسو كاتبا عاما و عمر الشطري امينا للمال ومستشفى الأطفال احكيم بهوس كاتبا محليا و رشيد أملال أمينا للمال.
جميعا نُقِرْ بأن وحدهم الممرضون لا المستشفى ولا الطبيب يحتضنون في اسمهم المرض والمريض. وحدهم، لا المستشفى ولا الطبيب، يواجهون المرض بأجسادهم وبأيديهم العارية، ويخففون بلمسات أرواحهم من أوجاع المريض ومن شعوره بالخوف والوحدة. وحدهم، لا المستشفى ولا الطبيب، يسهرون بدون انقطاع على صحة المريض، والصحة أغلى ما عند الإنسان. لكن وحدهم أيضا لا المستشفى ولا الطبيب يتقاضون أجراً متواضعا، وكأن الصحة هي أرخص ما عند الإنسان.
نعم، القطاع الصحي كله في خطر، لكن القطاع الصحي مراتب، على مستوى الصلاحيات وعلى مستوى الأجور والمداخيل. في رأس الهرم، يوجد أصحاب المستشفيات والعيادات. في نصفه يوجد الأطباء. وفي أسفله يوجد الممرضون والعاملون الآخرون. هذه الترابية تنعكس على النفسيات أيضاً وفي طبيعة العلاقات داخل المستشفيات.
نعم، صوت الممرضات والممرضين ليس مسموعاً كما يجب، وهم في أحيان كثيرة لا يقدّرون أهمية صوتهم، متأثرين نفسياً بموقعهم السفلي في التراتبية الثلاثية، أو خائفين من ردود فعل أصحاب المستشفيات والأطباء.
لكن نقابة الممرضات والممرضين المستقلة لا ترضى ألا يكون لها صوتها المسموع بكل احترام، فقررت أن تُسمع صوتها عالياً وأن تقول “بالصحة لا يصح إلا الصحيح، معاً لإنقاذ القطاع التمريضي”، ودعت، في سياق حملة تنظمها، إلى وقفة احتجاجية واضراب عام ونجحت في ايصال صوتها.