الجزائر في موقف محرج بسبب استغلال القضية الفلسطينية: دعم دولي لمغربية الصحراء في مواجهة حملة جزائرية بمجلس حقوق الإنسان
جنيف – شهدت الساحة الدولية مؤخرًا تزايد الدعم الدولي لمغربية الصحراء، حيث أعلنت 38 دولة، خلال اجتماع لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، دعمها الكامل لسيادة المغرب على صحرائه. هذا الموقف جاء كرد مباشر على محاولات الجزائر المستمرة للتشويش على الملف بإقحام قضية الصحراء في النقاشات الحقوقية، عبر مقارنة غير مبررة بين النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية. ولكن هل يتماشى هذا التكتيك الجزائري مع سياقات النزاع الدولي؟ وكيف يساهم هذا السلوك في إطالة أمد الصراع؟
إحراج جزائري في مجلس حقوق الإنسان
ليست هذه المحاولة الأولى التي تسعى فيها الجزائر إلى استخدام الملف الفلسطيني كورقة ضغط دولية في قضية الصحراء المغربية. بل إن مثل هذه التحركات تكشف عن أزمة دبلوماسية أعمق تعيشها الجزائر، وهي محاولة استغلال عضويتها غير الدائمة للتأثير على القضية الصحراوية، التي يعتبرها المجتمع الدولي محسومة في ظل دعم واسع لمقترح الحكم الذاتي المغربي. لكن ما الذي يدفع الجزائر إلى هذا التصعيد؟
السياق الدبلوماسي المعقّد: في بيان مشترك، أكدت الدول الداعمة للمغرب أن القضية الفلسطينية لا يجب استخدامها لتغليط الرأي العام الدولي، مشيرة إلى أن تفاعل الدول الأعضاء مع مجلس حقوق الإنسان يجب أن يحترم الحدود بين القضايا الحقوقية والسياسية. فما هو الهدف الحقيقي من وراء الربط الجزائري بين القضيتين؟
اعتذارات دبلوماسية وتراجع جزائري
في تطور لافت، قدم العديد من السفراء، من بينهم ممثل عن فلسطين، اعتذاراتهم للمغرب، معترفين بأن الجزائر غررت بهم للمشاركة في نشاط موازٍ خلال الدورة الـ57 لمجلس حقوق الإنسان. هذه الاعترافات تطرح تساؤلات حول مصداقية التحركات الجزائرية. هل يمكن اعتبار هذه الخطوة مؤشرًا على بداية تراجع في التأييد الجزائري الدولي؟
دور مجلس الأمن ومبادرة الحكم الذاتي المغربية
أغلب الدول التي شاركت في البيان أكدت أن نزاع الصحراء يُعالج حصرًا في إطار مجلس الأمن، مع الاعتراف بأولوية مبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل وحيد وواقعي. ويعتبر هذا الاعتراف إشارة واضحة إلى أن الملف لم يعد محل نقاش في الأوساط الدولية، خاصة بعد القرار الأخير رقم 2703 الصادر في أكتوبر 2023. ما هي الآثار المحتملة لهذا الاعتراف الدولي على الحملة الجزائرية المتواصلة؟
تورط الجزائر ودعمها لبوليساريو
التقرير الذي أصدرته الدول المؤيدة لمغربية الصحراء لم يكتفِ بالدعم السياسي، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بكشف تورط الجزائر في إطالة أمد النزاع. الجزائر لا تكتفي بتقديم الدعم السياسي والمالي لبوليساريو، بل تلعب دورًا رئيسيًا في تسليح الجبهة الانفصالية، وهو ما بات واضحًا في الخسائر المتتالية التي تواجهها بوليساريو بعد تخلي معظم حلفائها عنها. هل تتجه الجزائر إلى العزلة الدولية في ظل هذه التطورات؟
المغرب: سياسات عملية ومواقف إنسانية
على النقيض من السياسات الجزائرية، يبدو أن المغرب اعتمد مقاربة أكثر دبلوماسية وإنسانية في التعامل مع القضايا الدولية. فبالإضافة إلى التزامه بمبادرة الحكم الذاتي تحت سيادته، يظهر الدور الذي يلعبه المغرب في القضية الفلسطينية أكثر واقعية وأثرًا. فعلى مدار السنوات، قدم المغرب الدعم الإنساني للفلسطينيين، خصوصًا في ظل الحروب المتكررة على غزة، بعيدًا عن المزايدات السياسية التي تبنتها الجزائر. فهل يكشف هذا التباين بين المقاربتين عن خلل أساسي في الاستراتيجية الجزائرية؟ وهل يمكن اعتبار التحركات المغربية أكثر نجاعة على الساحة الدولية؟
تساؤلات مفتوحة:
بينما تستمر الجزائر في محاولاتها استغلال القضية الفلسطينية لترويج طروحاتها الانفصالية في قضية الصحراء المغربية، يواجه المغرب هذه التحركات بدعم دولي واسع واعتراف متزايد بمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع. لكن يبقى السؤال المطروح: إلى متى ستظل الجزائر تراهن على استراتيجيات دبلوماسية غير مجدية؟ وهل يمكن أن تؤدي هذه التحركات إلى إعادة التفكير في سياساتها الخارجية؟
في نهاية المطاف، تكشف هذه الأحداث عن ضعف في المقاربة الجزائرية، في مقابل قوة الطرح المغربي المدعوم دوليًا. فهل يشهد العالم نهاية قريبة لهذا النزاع المفتعل؟