في تطور مثير يلفه الكثير من الغموض، أعلنت الوكالة الروسية “نوفوستي” أن سفينة الشحن الروسية “أورسا ماجور” تعرضت لهجوم إرهابي في البحر الأبيض المتوسط بتاريخ 23 ديسمبر 2024، قبالة السواحل الجزائرية. هذا الهجوم الذي أسفر عن فقدان اثنين من طاقم السفينة وإنقاذ 14 آخرين يثير تساؤلات عديدة حول الأبعاد السياسية، العسكرية، والأمنية للحادث.
هل الهجوم إرهابي فعلاً؟
وفقًا للتقارير الرسمية، صنف الهجوم على “أورسا ماجور” كهجوم “إرهابي”، ويأتي ذلك في وقت حساس بالنسبة للبحر الأبيض المتوسط، الذي يعج بالتحركات العسكرية. فهل من الممكن أن يكون هذا الهجوم جزءًا من مخطط أكبر؟ أو ربما رسالة موجهة من جهة معادية؟ هل تعكس هذه الواقعة تصاعدًا في الهجمات الإرهابية في المنطقة أم أنها حادثة معزولة؟
تفاصيل الهجوم: هل كان متوقعًا؟
الظروف التي أحاطت بالهجوم تدفع إلى مزيد من التساؤلات. السفينة كانت في رحلة عادية من ميناء سان بيترسبورغ الروسي إلى فلاديفوستوك، تحمل 806 أطنان من البضائع. لكن فجأة، وبشكل مفاجئ، تعرضت السفينة لثلاثة انفجارات متتالية في مؤخرتها، مما أدى إلى انحرافها بشكل حاد، وظهور علامات تسرب الماء على متنها. هل كان الهجوم مخططًا بشكل مسبق بناءً على معلومات استخباراتية؟ أم أنه كان هجومًا عشوائيًا؟
لماذا تم نقل الناجين إلى إسبانيا؟
في ظل حالة الطوارئ التي شهدتها السفينة، تم نقل الناجين إلى ميناء قرطاجنة في جنوب إسبانيا، رغم أن مكان الحادث كان على بُعد 45 ميلاً فقط من السواحل الجزائرية. هذا القرار يثير العديد من التساؤلات: هل كان هناك خطر أكبر على الناجين في الجزائر؟ أو هل كان النقل إلى إسبانيا مرتبطًا بأسباب سياسية أو لوجستية؟ هل هناك تحركات دولية خفية تساهم في إدارة مثل هذه الحوادث في البحر الأبيض المتوسط؟
ما هي الدوافع السياسية وراء الهجوم؟
يأتي الهجوم على “أورسا ماجور” في وقت حساس بالنسبة للعلاقات الدولية، خصوصًا في ظل العقوبات الأمريكية على السفينة لدورها في العمليات العسكرية الروسية في سوريا وشبه جزيرة القرم. فهل يعكس هذا الهجوم تصعيدًا في حرب الظلال بين روسيا والغرب؟ وما هي العلاقة بين الهجوم وتزايد التوترات في البحر الأبيض المتوسط؟ وهل يشكل الهجوم رسالة من أطراف معادية لروسيا في هذا السياق الجيوسياسي المعقد؟
تحقيقات في الأفق: هل توجد دلائل على انتهاك قواعد السلامة؟
من المثير أيضًا أن السفينة كانت موضوعًا للتحقيقات السابقة بسبب شبهات حول انتهاكها لقواعد السلامة البحرية. هل كان الهجوم بمثابة استهداف انتقامي لهذا الدور؟ وهل سيؤدي التحقيق في الحادث إلى اكتشاف خفايا جديدة حول عملية النقل البحري التي تؤثر في الأمن الدولي؟
الخلاصة: حادث أم بداية لشيء أكبر؟
إن الهجوم على السفينة “أورسا ماجور” يفتح المجال أمام العديد من التساؤلات حول الأبعاد الأمنية والسياسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. بين ما إذا كان هذا الهجوم مجرد حادث عابر أو بداية لمرحلة جديدة من التصعيد، تبقى الأسئلة مفتوحة. ما هو الدور الذي قد تلعبه القوى الدولية الكبرى في هذه القضية؟ وهل سيُسهم هذا الحادث في تغيير موازين القوى في المنطقة؟