في 25 أغسطس 2025، نشرت جريدة لوموند الفرنسية مقالًا مطولًا عن الملك محمد السادس تحت عنوان: «أجواء نهاية فترة محمد السادس»، ركزت فيه على الحالة الصحية للملك وسفراته المتكررة، مع الإيحاء بأنها أثّرت على ممارسة السلطة.
قراءة متأنية تكشف سلسلة من المبالغات الإعلامية وغياب أي جديد ملموس، بل وإعادة نشر لمعلومات سبق تداولها في وسائل إعلام أخرى، بما فيها الصحافة المغربية.
الواقع الميداني: الملك حاضر وملتزم
الحقائق الميدانية تثبت أن الملك محمد السادس لم يتخل عن أي واجب دستوري أو رسمي، بل واصل حضور المجالس الوزارية، افتتاح البرلمان، الفعاليات الدينية والوطنية، والقمم الدولية الكبرى:
-
فبراير 2025: أعلن القصر الملكي عن نجاح عملية جراحية للملك إثر إصابته بكسر في الكتف، مع بدء عملية التأهيل البدني.
-
سبتمبر 2023: أثناء زيارة مراكش لمساعدة ضحايا الزلزال، أظهر الملك التزامه العميق بالمسؤولية الإنسانية.
-
مايو 2025: شارك الملك في افتتاح المنتدى الاقتصادي الإفريقي بالرباط، مؤكدًا استمرار القيادة المغربية على الساحة الدولية.
هذه الوقائع تثبت استمرار الملك في أداء مهامه الدستورية والسياسية رغم أي ظروف صحية شخصية.
السياق التاريخي: القوة والمرونة الملكية
تاريخ المغرب يشهد أن الملكية قادرة على الفصل بين الأزمات الفردية للملك واستمرارية الدولة ومؤسساتها:
-
معركة وادي المخازن (1578): وفاة السلطان عبد الملك المعتصم أثناء القتال لم تمنع استمرارية القيادة، إذ تولى شقيقه أحمد المنصور الذهبي القيادة فورًا، محققًا نصراً مبينًا على التحالف المسيحي.
هذا السياق التاريخي يوضح أن الدولة المغربية تمتلك مؤسسات قوية تحمي استقرار البلاد رغم أي تحديات شخصية للملك.
الشرعية الشعبية: دعم الشعب المغربي
الملكية المغربية لا تُقاس فقط بالظهور العلني أو الحالة الصحية للملك، بل بالشرعية الشعبية والالتزام الوطني:
-
استطلاعات الرأي تظهر أن أكثر من 90% من المغاربة يقيمون حكم الملك محمد السادس إيجابيًا.
-
هذا الدعم الشعبي يشكل الركيزة الأساسية لاستقرار الدولة المغربية ويعزز متانة مؤسساتها أمام أي تضليل إعلامي.
تحليل المبالغات الإعلامية
مقال لوموند الأخير يعكس عدة نقاط ضعف منهجية:
-
إعادة نشر معلومات قديمة: معظم محتوى المقال كان إعادة نشر لتقارير صحفية سابقة، ولا يقدم أي جديد.
-
الإسقاطات الثقافية الغربية: مقارنة الملكية المغربية بالرؤساء الفرنسيين مثل ديغول وميتران تغفل خصوصية النظام الملكي المغربي.
-
التركيز على الجانب الصحي: محاولة الإيحاء بأن الملكية معرضة للخطر بسبب صحة الملك، رغم الأدلة الواقعية على استمرارية الأداء الدستوري.
درس للصحافة الغربية: الحقائق الميدانية هي المعيار، وليس الافتراضات المبنية على تصورات خارجية.
أسئلة استراتيجية أمام القراء
-
لماذا تستمر بعض وسائل الإعلام في تكريس الانطباعات السلبية عن المغرب رغم الأدلة الواقعية؟
-
هل تهدف هذه التغطية إلى التأثير على الصورة الدولية للمغرب أو على الثقة الشعبية؟
-
كيف يمكن للمواطنين والمحللين الاعتماد على المصادر الرسمية والمنهجية لمواجهة التضليل الإعلامي؟
الخلاصة: الملكية المغربية صامدة
الملكية المغربية بقيادة الملك محمد السادس تواصل أداء مهامها الدستورية والإنسانية، وتثبت عبر التاريخ والحاضر أن الدولة قوية ومستقرة.
-
المرض والسفر لا يعنيان غياب المسؤولية.
-
الدعم الشعبي والمؤسسات القوية هما الضامن الحقيقي لاستمرار الانتصارات والتنمية.
-
الإعلام الغربي مطالب بالتحلي بالمهنية والاعتماد على الوقائع الواقعية، وليس على افتراضات أو إسقاطات خارج السياق.
الملكية المغربية ليست مجرد مؤسسة سياسية، بل رمز استقرار وحصانة وطنية، والملك محمد السادس يواصل قيادة المملكة بحزم ووعي ومسؤولية، رغم أي محاولات لتضليل الرأي العام الدولي.