في تذكير لا يخلو من مرارة وسخرية سياسية سوداء، أعاد محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، عبر صفحته على “فايسبوك”، نشر خلاصة حملة خاضتها الجمعية قبل انتخابات 8 شتنبر 2021، حين كانت البلاد على أعتاب استحقاق انتخابي بالغ الأهمية.
كانت تلك الحملة تحذر من ترشيح أشخاص تحوم حولهم شبهات فساد خطيرة: من الاتجار في المخدرات وتبييض الأموال، إلى تبديد المال العام والرشوة، وصولاً إلى التزوير وإصدار شيكات بدون رصيد.
لكن التحذير لم يلق آذانًا صاغية. فمطالب الجمعية، التي وصلت حد مراسلة وزارة الداخلية بعدم قبول ترشيحات ذوي “الذمم المتسخة”، قوبلت بالصمت، بينما جرى حفظ الشكاية الموجهة لرئاسة النيابة العامة بشأن الاستعمال الواسع للمال في الحملة الانتخابية دون استدعاء أي طرف، رغم التصريحات العلنية من قيادات حزبية تشير إلى رائحة المال السياسي.
من الشارع إلى البرلمان.. كيف نجح المال الفاسد في شراء المشهد السياسي؟
أنتجت انتخابات 2021 – بحسب الغلوسي – مشهدًا سياسياً يضع المال في موقع الحَكم واللاعب معاً. مشهد أفرز حكومة وجماعات ترابية ومؤسسات تمثيلية يرى فيها الغلوسي تكريساً لـ”زواج السلطة بالثروة”، وانعطافاً عن روح 20 فبراير ومطالب الكرامة والعدالة الاجتماعية.
ويطرح هذا السياق تساؤلات كبرى:
-
هل نحن بصدد شرعنة سياسية للفساد؟
-
كيف تحولت المؤسسات المنتخبة إلى أدوات في خدمة من يرون في الإصلاح المؤسسي “عبئاً” لا ضرورة؟
-
لماذا يتم تجفيف منابع النزاهة بدل تجفيف منابع الفساد؟