ما يحدث في بلدنا الغالي بشكل خاص وفي عالمنا العربي بشكل عام، مشكلة لها سنوات عديدة ولا حل لها حتى يومنا هذا، فعندما يتقاعد الموظف يحرم من جميع الإمتيازت التي كان يتمتع بها وحتى الراتب الذي كان يستلمه يصاب بإسهال شديد ولا يبقى منه غير الفتات، فهل تعرفون كيف يعيش ذلك المتقاعد الذي أفنى حياته لخدمة الوطن.
المتقاعدون هم من كان لهم الفضل في بناء البلاد وهم من شاركوا في تقدمه وإزدهاره، نعم المتقاعد هو ذلك الحارس الذي حرس حدود الوطن وقدم روحه حرصا على أمنه، والمتقاعد هو ذلك الحارس في الداخل الذي سهر من أجل أن تنام ٱمنا في منزلك، والمتقاعد هو المدرس الذي تخرج على يديه قيادات الوطن، والمتقاعد هو الطبيب الذي آمنته على صحتك فعالجك، والمتقاعد هو المهندس المبتكر الذي وفر لك السكن، فهم عجلة الماضي التي أوصلتنا لما نحن عليه.
لماذا لا يكون للمتقاعدين أفضل الخدمات وأحسنها ويحصلون على بطاقات خصومات وطنية في كل ماهو تابع للدولة من تذاكر سفر ونقل وخلافه.
لماذا لا يكون هناك زيادة في راتب التقاعد كل سنتين ليكون بمقدور المتقاعد التعايش مع ارتفاع الاسعار المستمر في حين أننا نجد أن مبلغ التقاعد يلازمه منذ انتهاء خدمته أو بالأحرى منذ انتهاء صلاحيته حتى يلاقي ربه.
لماذا لا ترتفع أصوات تدافع عن حقوق المتقاعدين، هل نعتبر المتقاعد مثل الخيل التي شابت فيجب علينا قتلها؟، بل و تسمع أصواتا نكرة ترفض التقاعد المبكر ولا تريد أن يخرج ذلك الموظف من أجل الإستمتاع بباقي حياته وهو في صحة وعافية ولإعطاء فرصة للشباب الصاعد للولوج إلى الوظيفة.
أتعلمون أن الكثير من المتقاعدين هاجروا الوطن واستقروا في بلدان أخرى هروبا من غلاء الأسعار وارتفاع فواتير الكهرباء والماء وتردي أوضاعهم المعيشية.
فلماذا لا يكون للمتقاعد في القطاع الحكومي خاصة نفس امتيازات المتقاعدين في القطاع البنكي مثلا؟.
لماذا نجعله يحتاج وقد عاش حياته في كرامة وعزة قبل التقاعد؟، فلا بارك لقوم لا يجلوا كبيرهم.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه”، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ليس منا ومن لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا”، والهدي النبوي أوصى شباب المجتمع بكبار السن وإكرامهم دون النظر إلى لونه أو بلده أو انتمائه الديني فمن الشواذ في المجتمع الاسلامي من الذين لايوقرون كبار السن.
إنني أطالب ولي الأمر أن ينظر إلى حال المتقاعدين ويكون لجنة حكومية لدراسة أوضاعهم ووضع الٱليات الصحيحة من أجل الحفاظ على كرامتهم تقديرا لإنجازاتهم وتضحياتهم في سبيل الوطن.