هل الأجهزة كافية لتأهيل رجل الأمن لمواجهة التحديات؟ هل حان الوقت لإدخال فنون القتال في برامج التكوين الشرطي؟

0
71

إطلاق مدرسة جديدة لتكوين حراس الأمن بمراكش: هل تكفي البرامج التقليدية لمواجهة التحديات الأمنية؟

في خطوة جديدة لتعزيز منظومة التكوين الشرطي في المغرب، افتتحت المديرية العامة للأمن الوطني يوم 11 يناير 2025 مدرسة جديدة لتكوين حراس الأمن بمدينة مراكش.

وهي مدرسة تأتي في إطار تحسين وتطوير البنية التحتية الأمنية، حيث تمثل إضافة مهمة للبنية التحتية لمدارس التكوين الشرطي في المملكة. الهدف الأساسي من هذه المدرسة هو تعزيز الطاقة الاستيعابية للبنيات الشرطية المكلفة بالتكوين، وكذلك تحسين برامج التدريب الأساسي لفائدة المتدربين في سلك حراس الأمن.

مرافق مدرسة تكوين حراس الأمن بمراكش

تأتي المدرسة الجديدة بمرافق متطورة، تضم جناحًا سكنيًا يتسع لـ 500 متدرب، بالإضافة إلى قاعات تعليمية حديثة ومرافق رياضية. المدرسة تتضمن أيضًا مرافق إدارية وصحية لراحة المتدربين طوال فترة تدريبهم، مما يعكس الاهتمام الكبير بتوفير أفضل الظروف لعملية التكوين. وتشمل هذه المرافق قاعة متعددة الأنشطة، وساحات لتدريبات شبه عسكرية ورياضية، وهو ما يساهم في تأهيل رجال الأمن بشكل شامل.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: هل تقتصر المناهج التدريبية على الجوانب الأكاديمية والتقنية فقط، أم أن هناك حاجة لتوسيع هذه المناهج لتشمل الجوانب البدنية والفنية لمواجهة التحديات الأمنية المعاصرة؟ بالنظر إلى تزايد التحديات الأمنية وتعقيداتها، مثل العصابات الإجرامية والجرائم المنظمة، لا بد من التفكير في تطوير مهارات بدنية وقتالية لرجال الأمن.

هل حان الوقت لدمج فنون القتال في المناهج التدريبية؟

بينما تركز برامج التكوين الحالية على المناهج الأكاديمية والتدريب على الأسلحة، يظل الجانب البدني والتكتيكي في مواجهة التهديدات المتزايدة محط تساؤل.

هل يجب أن تشمل برامج التدريب على فنون القتال مثل الجيوجيتسو البرازيلي وفنون القتال المختلطة؟ تلك الرياضات التي تعتمد على التكتيك القتالي والتفاعل الجسدي السريع يمكن أن تساهم في تعزيز قدرة رجل الأمن على التعامل مع المواقف الطارئة التي تتطلب مهارات جسدية عالية.

ما الذي يمكن أن تضيفه هذه الرياضات القتالية للشرطة المغربية؟

من الواضح أن الخبرات المغربية في الجيوجيتسو البرازيلي وفنون القتال المختلطة على الساحة الدولية تتيح فرصة ذهبية للاستفادة من خبراء مغاربة في هذا المجال. دمج هذه الرياضات في المناهج التدريبية قد يوفر مهارات قتالية متقدمة تساعد رجال الأمن على التعامل مع المواقف الخطرة وتفادي التعرض للإصابات أثناء مواجهة العصابات المسلحة.

إصلاح شامل للمنظومة الأمنية؟

إنّ إدخال فنون القتال في برامج التكوين الشرطي يتماشى مع إصلاح شامل وعميق للمنظومة الأمنية، التي تأخذ بعين الاعتبار التغيرات السريعة في التهديدات الأمنية. إلى جانب التركيز على الجانب التقني والتكنولوجيا الأمنية، فإن تطوير القدرات البدنية والتكتيكية سيجعله أكثر قدرة على التعامل مع التحديات المعقدة التي يواجهها.

في الختام، لا يمكن إنكار أهمية المدارس الحديثة مثل مدرسة تكوين حراس الأمن بمراكش في تطوير الأمن الوطني، ولكن هل ستكون هذه المدرسة كافية لتحضير رجال الأمن لمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية؟ هل ستحتاج وزارة الداخلية إلى إضافة مناهج التدريب القتالي المتخصصة لتطوير مهارات رجال الأمن في مواجهة الجريمة المنظمة والعصابات المسلحة؟ هذا ما سيكشفه المستقبل.