“هل انتهت صلاحية بنكيران؟ حزب ‘البيجيدي’ بين أزماته الداخلية ومصير غير واضح”

0
134

مع اقتراب موعد عقد المؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية في أبريل/نيسان المقبل، يشهد الحزب الإسلامي المغربي سلسلة من التحولات والتحديات التي تضع مستقبله على المحك.

وسط الخلافات الداخلية وتصاعد الأصوات المطالبة بتغيير القيادة، يظل السؤال الأهم: هل باتت صلاحية عبد الإله بنكيران، الأمين العام الحالي للحزب، قد انتهت بالفعل؟

منذ خسارة الحزب المدوية في انتخابات 2021، التي أدت إلى خروجه من المشهد السياسي بعد عقدين من السلطة، يواجه “البيجيدي” أزمة داخلية عميقة. بينما يحاول بنكيران لملمة الجراح والتعافي من الهزيمة، تطرح العديد من الأسئلة حول إمكانية تجديد الثقة فيه لقيادة الحزب مجددًا. هل يمتلك بنكيران القدرة على انتشال الحزب من مستنقع هذه الهزيمة؟ أم أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة بوجوه قادرة على التعامل بواقعية مع التحديات السياسية؟

في الوقت الذي يسعى فيه بنكيران للحفاظ على منصبه، مشيرًا إلى أنه سيتنحى إذا اقتضت مصلحة الحزب، يرى منتقدوه أن أسلوبه قد أصبح عائقًا أمام تطور الحزب.

التوجهات الشعبوية التي يتبناها والجدل الذي يثيره بين الحين والآخر، خاصة في قضايا حساسة مثل مدونة الأسرة، جعلت الكثيرين يشككون في قدرته على تقديم قيادة مؤسسية قادرة على تحقيق النجاح في الانتخابات التشريعية القادمة.

المعارضة داخل الحزب، التي يقودها بعض الأعضاء البارزين مثل مصطفى الخلفي، تدعو إلى تجديد القيادة وتعيين شخصيات قادرة على تكييف الحزب مع المتغيرات السياسية في المرحلة المقبلة.

الأسماء المطروحة لتولي القيادة تشمل إدريس الأزمي، رئيس المجلس الوطني للحزب، وعبد الله بووانو، رئيس الكتلة البرلمانية في مجلس النواب، مما يثير تساؤلات حول استعداد الحزب للتغيير.

بنكيران: زعيم أم عقبة؟
بينما يسعى حزب العدالة والتنمية لبلورة استراتيجياته المستقبلية استعدادًا للانتخابات المقبلة، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت “صلاحية” بنكيران قد انتهت بالفعل. حتى في ظل التحديات الداخلية، يصر بنكيران على أن الوقت لم يحن بعد للتنحي، مُؤكدًا أنه سيتنحى إذا اقتضت مصلحة الحزب ذلك. ومع ذلك، يبدو أن العديد من أعضاء الحزب يعتبرون أن أسلوبه بات يشكل عائقًا أمام نمو الحزب وتطوره.

هل سيكون بنكيران قادرًا على إعادة الحزب إلى المشهد السياسي أم أن الاستمرار في نفس القيادة سيؤدي إلى المزيد من الانقسام والتراجع؟

الخيارات المتاحة أمام العدالة والتنمية
يرتبط مستقبل الحزب بتحقيق التوازن بين الجيل القديم والجديد من القيادات. فبينما يبقى بنكيران في قلب المعركة على القيادة، تبرز أسماء جديدة كإدريس الأزمي وعبدالله بووانو كبدائل محتملة. لكن هل يمكن أن يكون لهذه الأسماء القدرة على تجديد دماء الحزب بعيدًا عن الشعبوية السياسية؟

هل يمكن لحزب العدالة والتنمية أن يستعيد دوره السياسي في المشهد المغربي؟ أم أن الخلافات الداخلية ستؤدي إلى مزيد من التراجع؟

الانقسامات الداخلية: هل تنقذ الحزب أم تعجل بنهايته؟
لا تقتصر خلافات الحزب على مسألة القيادة، بل تتعداها إلى الرؤية السياسية. بنكيران متهم بتفرده بالقرار، وافتتاحه لجبهات مواجهة مع شخصيات حكومية وحزبية. كما أن خطاباته التي يغلب عليها الطابع الشعبوي أثارت انتقادات واسعة داخل الحزب وخارجه.

هل تعني هذه الانقسامات أن العدالة والتنمية يقترب من نهايته؟ أم أن الحزب قادر على تجاوز هذه الأزمة؟

إخفاقات الماضي وتحديات المستقبل
منذ خروجه من السلطة، يواجه حزب العدالة والتنمية تذكيرًا دائمًا بإخفاقاته خلال عشر سنوات من قيادة الائتلاف الحكومي. هذه المرحلة تركت آثارًا عميقة على صورته لدى الشارع المغربي.

هل يستطيع الحزب تجاوز إرثه السياسي واستعادة ثقة الناخبين؟ أم أن نكسة 2021 كانت بداية النهاية؟

في النهاية، تبقى أزمة حزب العدالة والتنمية المالية أحد العوامل الحاسمة في تحديد مصير الحزب في الانتخابات القادمة. هل سيكون التوافق الداخلي قادرًا على إحداث تغييرات جذرية، أم أن الانقسامات ستؤدي إلى مزيد من الضعف؟ في هذه الأثناء، يواجه “البيجيدي” تحديات كبرى في تحضير نفسه لخوض الانتخابات المقبلة، وسط معركة بين أنصاره ومعارضيه على القيادة والنهج السياسي.