الأسئلة الكبيرة: من يقف وراء الحملة الإعلامية ضد ولي العهد السعودي وما هي الأهداف النهائية؟
في مجموعة السوسي الإعلامية، التي تشمل “المغرب الآن” ومجلة “الدبلوماسية” باللغات الثلاثة، نؤكد أننا لا نتخذ أي مواقف دفاعية عن أي فرد بعينه، سواء كان الأمير محمد بن سلمان أو أي حاكم عربي أو إسلامي. دورنا كمؤسسة إعلامية يتمثل في تسليط الضوء على الحقائق وتحليلها بموضوعية. نرى في القادة والحكام صمام أمان للأوطان العربية والإسلامية، ودورهم حيوي في استقرار المنطقة. أي مساس بهم هو مساس بجسد يضم أكثر من 2 مليار مسلم و370 مليون عربي، وعلينا جميعًا أن نكون واعين لهذه الحقائق في تناولنا للأحداث.
في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت الحملة الإعلامية ضد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بشكل ملحوظ، حيث زعم مسؤول سعودي سابق، سعد الجبري، أن ولي العهد زور توقيع والده الملك سلمان لإصدار مرسوم ملكي يسمح بالتدخل العسكري في اليمن.
ورغم أن هذه المزاعم غير مدعومة بأدلة قاطعة، إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية خاصة أبرزت هذه الاتهامات بقوة، مما يثير تساؤلات حول الأهداف الخفية وراء هذه الحملة.
تأتي هذه المزاعم في وقت يلعب فيه الأمير محمد بن سلمان دورًا محوريًا في السياسة الداخلية والخارجية للسعودية منذ تعيينه وليًا للعهد في 2017. من خلال “رؤية 2030″، يسعى لتحديث الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط. ومع ذلك، فإن صعوده القوي أثار العديد من التحديات والمعارضات سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، وهو ما جعل المملكة تواجه موجات من الانتقادات والحملات الإعلامية.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: من له المصلحة في استهداف ولي العهد بهذه الطريقة؟ من الممكن أن تكون هناك جهات دولية أو إقليمية تسعى لإضعاف دور السعودية الإقليمي المتنامي، خاصة في ظل قيادة الأمير محمد بن سلمان. وقد تكون هذه الحملة أيضًا جزءًا من استراتيجية أوسع للضغط على المملكة للتنازل عن مواقفها القوية في ملفات حساسة، مثل القضية الفلسطينية.
من اللافت أيضًا أن هذه الحملة الإعلامية تأتي بشكل رئيسي من وسائل الإعلام الأمريكية. هل يمكن أن يكون وراء ذلك مصالح سياسية أو اقتصادية تدفع هذه الجهات لاستهداف ولي العهد؟ ربما يكون الهدف هو التأثير على قرارات المملكة فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل أو في قضايا أخرى تتعلق بالحريات وحقوق الإنسان.
ما يعزز هذه الفرضية هو أن الحملة تبدو منسقة ومنظمة بشكل دقيق، مما يشير إلى أن هناك أهدافًا أكبر من مجرد تصفية حسابات مع مسؤول سابق. قد تكون هذه الحملة جزءًا من لعبة سياسية أكبر تهدف إلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، والتحكم في مستقبل العلاقات السعودية الدولية والإقليمية.
في النهاية، يظل هذا التحليل مفتوحًا على العديد من الاحتمالات، ولكنه يوضح أن ما يحدث ليس مجرد خلاف مع مسؤول سعودي سابق، بل قد يكون جزءًا من حملة أوسع تستهدف التأثير على مستقبل السعودية وقيادتها.