في بحر الصين الجنوبي، حيث تتصاعد التوترات بين السفن الحربية الأمريكية والصينية، يتساءل العالم: هل نحن على شفا حرب باردة جديدة؟ أم أن المواجهة ستكون أكثر سخونة مما نتصور؟ طلال أبو غزالة، الخبير الاقتصادي والاجتماعي المعروف، كان من أوائل الذين حذروا من هذا الصراع، معتبرًا أن العالم يقف على حافة مواجهة بين العملاقين قد تُعيد تشكيل النظام العالمي.
الاقتصاد: ساحة المعركة الأولى
أبو غزالة يشير إلى أن الصراع بين الصين والولايات المتحدة ليس مجرد صراع عسكري، بل هو في الأساس صراع اقتصادي. الصين تساهم بنسبة 35% في النمو الاقتصادي العالمي، مقارنة بـ 17% للولايات المتحدة. هذه الأرقام ليست مجرد بيانات، بل هي مؤشر على تحول جيوسياسي كبير. الصين تستثمر بشكل هائل في مشاريع “بريكس”، حيث تجاوزت استثماراتها 35 تريليون دولار، مع زيادة بأكثر من 5 تريليونات في الأشهر الأربعة الماضية فقط.
لكن السؤال الأهم: هل يمكن للاقتصاد أن يكون السلاح الأقوى في هذه الحرب؟ أم أن المواجهة العسكرية حتمية؟
المواجهة العسكرية: هل هي مسألة وقت؟
أبو غزالة يستشهد بتصريحات لوزير الدفاع الأمريكي، مارك أسبر، الذي حذر من حرب قادمة مع الصين وروسيا ستكون “عالية الكثافة”. من جهته، الرئيس الصيني، شي جين بينغ، دعا إلى تعزيز الاستعدادات العسكرية “الآن وليس بعد انتهاء أزمة الكورونا”. هذه التصريحات ليست مجرد كلمات، بل هي إشارات واضحة على أن المواجهة العسكرية قد تكون أقرب مما نتصور.
لكن هل يمكن لحرب نووية أن تنشب بين العملاقين؟ أبو غزالة يرى أن القوة النووية لم تعد سلاح حرب، بل سلاح ردع. لكن هذا لا يعني أن الحرب مستحيلة. بل على العكس، قد تكون الحرب وسيلة لفرض التفاوض وإعادة صياغة النظام العالمي.
الأيديولوجيا: الصراع الذي لا ينتهي
أبو غزالة يلفت الانتباه إلى الصراع الأيديولوجي بين الصين والولايات المتحدة. وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، وصف النظام الصيني بأنه “معادي للأيديولوجية في الأمم الحرة”. هذا التصريح ليس مجرد انتقاد، بل هو إعلان حرب أيديولوجية. الصين ترفض الانصياع للنموذج الأمريكي، وتصر على أن يكون لها نظامها الخاص. هذا الصراع قد يكون أكثر خطورة من الصراع العسكري، لأنه يعيد تعريف مفاهيم مثل الحرية والديمقراطية في عالم متعدد الأقطاب.
الأسئلة التي تبحث عن إجابات
أبو غزالة يطرح أسئلة تدفع القارئ إلى التفكير:
-
هل يمكن للاقتصاد أن يكون السلاح الأقوى في هذه الحرب؟
-
ما هو دور روسيا في هذا الصراع؟ وهل ستكون حليفًا للصين أم وسيطًا؟
-
هل يمكن للدبلوماسية أن تنجح في تجنب الكارثة، أم أن المواجهة حتمية؟