في خطوة أثارت جدلاً واسعاً على الساحة الجزائرية والدولية، أقدمت السلطات الجزائرية على توقيف الكاتب والمؤرخ محمد الأمين بلغيث، عقب تصريحاته المثيرة للجدل على قناة “سكاي نيوز عربية”، والتي وصف فيها الأمازيغية بأنها “مشروع فرنسي صهيوني” في الجزائر.
لكن هل تعكس هذه التصريحات مجرد رأي شخصي لمثقف مثير للجدل؟ أم أنها فتحت مجددًا الجرح القديم المرتبط بالهوية الوطنية في بلد عانى طويلاً من انقساماته الثقافية والسياسية؟
التصريحات الصادمة… ونقطة اللاعودة
تصريحات بلغيث أثارت موجة استياء واسعة، ليس فقط بين النشطاء الأمازيغ، بل داخل قطاعات واسعة من الرأي العام الجزائري، لما تحمله من اختزال فجّ لأحد مكونات الهوية الوطنية في تهمة التآمر الخارجي. فهل يُمكن اعتبار هذه التصريحات رأياً يدخل في باب حرية التعبير؟ أم أن الأمر يتعلق بتحريض على الكراهية وضربٍ لتوازن وطني هشّ؟
المؤرخ تحدث على قناة دولية، ما زاد من تعقيد المشهد، وجعل القضية تتجاوز الداخل الجزائري، لتتحول إلى قضية رمزية تمس صورة البلاد في الخارج، خاصة وأن التصريحات جاءت في سياق إقليمي متوتر.
موقف القضاء: بين الدستور والرمزية
بحسب البيان الصادر عن محكمة الدار البيضاء، فإن النيابة العامة أمرت بفتح تحقيق ابتدائي أفضى إلى توقيف بلغيث، وتقديمه أمام القضاء بتهم ثقيلة من بينها:
-
القيام بفعل يستهدف الوحدة الوطنية
-
الاعتداء على رموز الأمة والجمهورية
-
نشر خطاب الكراهية والتمييز عبر تكنولوجيات الإعلام والاتصال