تحت عنوان “تجربة كوفيد-19 تثير تساؤلات حول إقبال المغاربة على التلقيح ضد جدري القردة”، يظهر لنا مشهد من النقاش العالمي المحتدم حول سبل مواجهة انتشار هذا الفيروس الجديد في القارة الإفريقية وأوروبا. ومع انتشار الفيروس إلى السويد، بدأت بعض الدول الأوروبية، مثل السويد، رفع مستوى التأهب، وهو ما يدفعنا للتساؤل: هل نحن أمام تكرار لما حدث مع جائحة كوفيد-19؟ وما الذي تخفيه هذه التقارير الصحية العالمية؟
التهديدات المستقبلية والحصار المحتمل
هل يمكن أن تكون هذه التحذيرات الصحية بمثابة إعداد للعقل الباطني للشعوب لما هو قادم؟ تمامًا كما حدث مع كوفيد-19، حيث أدت التحذيرات المتكررة والتقارير الطبية إلى تهيئة الرأي العام لقبول التدابير الصحية القاسية، هل نحن على مشارف مرحلة جديدة من الحصار الصحي والاقتصادي؟ وإذا كان هذا صحيحًا، فكيف ستؤثر هذه الأزمات الصحية المتكررة على اقتصادات الدول النامية والفقيرة التي لا تزال تعاني من آثار الجائحة السابقة؟
تجربة كوفيد-19 بين التشكيك والإيمان
عند الحديث عن “جدري القردة” في المغرب، تعود إلى الأذهان تجربة كوفيد-19 التي ما زالت تثير الجدل. فقد لاحظنا أن هناك شريحة من المغاربة ما زالت مترددة في الإقبال على التلقيح، وهو ما يثير سؤالًا مهمًا: هل ستعيد هذه الشريحة نفس السلوك تجاه لقاح جدري القردة؟ وهل سيكون للتجربة السابقة تأثير على قرارات المواطنين؟
السيناريوهات المستقبلية: استعداد أم استباق؟
من جهة أخرى، ورغم التطمينات التي يقدمها الخبراء بشأن فعالية لقاح جدري القردة وتجربته الطويلة، إلا أن السؤال يبقى: هل المغرب مستعد فعلاً لمواجهة انتشار هذا الفيروس في حال تفشيه؟ وهل يمكن أن يشهد إقبالًا على التلقيح يختلف عن ذلك الذي حدث مع كوفيد-19؟ أم أن التجربة السابقة ستلقي بظلالها على أي محاولة لإطلاق حملة تلقيح جديدة؟
ما بين الحقائق والشعارات
في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل هذه التقارير العالمية حول جدري القردة هي فعلاً تهديد جديد يجب أن نستعد له، أم أنها مجرد شعارات تهدف إلى تهيئة الرأي العام لمرحلة جديدة من التحديات الصحية؟ وماذا عن الدور الذي ستلعبه المؤسسات الدولية والحكومات في إدارة هذه الأزمة؟ هل سنشهد تعاونًا عالميًا حقيقيًا كما كان من المفترض أن يحدث مع كوفيد-19، أم أن العالم سيعود إلى نفس الأخطاء التي ارتكبها في السابق؟
هذه الأسئلة تفتح الباب أمام نقاش أعمق حول دور الإعلام في توجيه الرأي العام، ومصداقية التقارير الصحية، ومدى استعداد الحكومات للتعامل مع الأزمات الصحية المستقبلية. فما هو قادم قد يكون أكبر من كوفيد-19، ومن المهم أن نكون مستعدين له على كافة الأصعدة.