هل كانت السيطرة على دمشق بداية لمرحلة جديدة أم مجرد تغيير للسلطة؟

0
87

في خطوة غير متوقعة، نجحت المعارضة السورية المسلحة في دخول العاصمة دمشق بعد سلسلة من الانتصارات العسكرية التي تحققت على الأرض. استولت قوات المعارضة، المدعومة من هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى من الجيش الوطني السوري، على معظم مواقع النظام في العاصمة، بعد أن أطبقوا الحصار عليها من عدة جهات.

وقد أثار هذا الحدث موجة من الفرح والاحتفالات بين السوريين في الداخل والخارج، الذين اعتبروا أن سقوط نظام بشار الأسد يمثل نقطة تحول في الصراع الذي استمر لأكثر من عقد من الزمن.

هل كانت العملية مجرد عسكرية أم أنها تعبير عن تغيير عميق في الوضع السوري؟

وفقاً للتقارير، فقد شهدت العاصمة دمشق نزوحاً جماعياً للقوات الموالية للنظام من المواقع السيادية مثل مبنى قيادة الأركان والاستخبارات العسكرية، وهو ما كشف عن انهيار سريع لقوة الأسد العسكرية في العاصمة.

https://twitter.com/AJArabic/status/1865756940456046799

هذا التفكك كان مصحوباً بمظاهر احتفالات عارمة في شوارع دمشق، حيث ارتفعت أصوات الرصاص في الهواء تعبيرًا عن الفرحة بسقوط النظام، وهو ما يطرح سؤالاً مهماً: هل يمكن اعتبار هذا الحدث بداية لمرحلة جديدة من الحكم، أم أنه مجرد انتقال للسلطة دون تغيير جوهري في هيكل الدولة؟

إجراءات ما بعد السقوط: من تحرير المعتقلين إلى تثبيت الأمن

فيما يتعلق بما بعد سقوط النظام، تمثلت الخطوة الكبرى في تحرير آلاف المعتقلين من سجن صيدنايا العسكري، أحد أكثر الأماكن شهرة لانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا. هذا الحدث أعاد إلى الأذهان مدى معاناة الشعب السوري تحت حكم النظام، خاصة أن العديد من هؤلاء المعتقلين كانوا قد تم اعتقالهم في بداية الاحتجاجات الشعبية عام 2011. هل يمكن اعتبار هذه الخطوة بداية لفتح صفحة جديدة مع المعتقلين السوريين؟ أم أن هناك مخاوف من أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل الانتفاضة؟

تدمير الرموز: هل هو ثأر سياسي أم مجرد احتفال شعبي؟

من جانب آخر، تمت إزالة العديد من التماثيل التي كانت تخلد صورة بشار الأسد ووالده حافظ الأسد في مختلف المدن السورية، بما فيها حماة وحلب وحمص. هذا الفعل يُثير تساؤلاً حول ما إذا كان هذا التصرف هو مجرد تعبير عن انتصار على النظام، أم أنه يُمثل تسوية حسابات سياسية على حساب الرمزية الوطنية؟ هل يمكن أن يؤدي هذا إلى تقسيم أعمق للمجتمع السوري، أم أنه يعكس بالفعل ثأرًا مشروعًا من الظلم الذي تعرض له الشعب السوري لعقود؟

المستقبل السوري: السلام أو استمرار الفوضى؟

على الرغم من الاحتفالات والانتصار العسكري الذي تحقق، يبقى التساؤل قائماً: هل سنشهد استقرارًا سياسيًا في سوريا بعد إسقاط النظام، أم أن الفوضى ستستمر في ظل وجود العديد من القوى المتنافسة؟ وما هو الدور الذي سيلعبه المجتمع الدولي في هذه المرحلة الجديدة؟ هل ستستطيع المعارضة توحيد صفوفها وتشكيل حكومة شاملة قادرة على تلبية تطلعات الشعب السوري في مرحلة ما بعد الأسد؟

الختام: هل يشهد الشعب السوري فجرًا جديدًا؟

إن سقوط نظام بشار الأسد في دمشق يمثل لحظة فارقة في التاريخ السوري. ولكن، هل هذا التغيير سيقود إلى سلام دائم أم إلى استمرار الصراع على السلطة؟ يبقى المستقبل مفتوحًا أمام المزيد من الأسئلة حول شكل الحكومة القادمة والآليات التي ستتبعها المعارضة في توحيد البلاد وتحقيق العدالة للشعب السوري.