هل من مستمع لـ”مهاجر مغربي يروي معاناته في مراكز اللجوء المالطية..أملا في أن يصل صوته لمن يمد له يد العون !

0
250

العثور على من يستمع لشكواهم ، بقي الأمل الوحيد لكثير من المهاجرين المغاربة في مالطا. فسوء الأوضاع بمعسكرات المهاجرين هناك يدفع بعضهم إلى “تفضيل الموت” عن البقاء هناك. مهاجر مغربي في مالطا يروي لمهاجر عن معاناته، أملا في أن يصل صوته لمن يمد له يد العون !

كشف موقع “أخبار المهاجرين” عن ظروف غير صحية في أحد مراكز استقبال طالبي اللجوء، داخل مراكز احتجاز المهاجرين جنوبي مالطا.

ونقل الموقع عن مصادر رسمية قولها: ” العفن على جميع الجدران والمراحيض المتسخة، كما أن المهاجرين يحاولون الخروج من المركز بشتى الطرق، بما في ذلك إيذاء أنفسهم لنقلهم إلى مستشفى الصحة العقلية”.

وهنا قال مهاجر مغربي الجنسية (27 عاما)، وهو محتجز في المركز: “نعيش في ظروف بائسة، لم نخضع لأي فحص في ظل جائحة كورونا، ولا احترام لنا”.

وأضاف: “المكان ضيق ولا يتسع لنا، نتشارك الحمام نفسه، الذي ليس له أبواب أساسا، كما لا يوجد ماء ساخن للاستحمام”.

وكانت منظمة مجلس أوروبا، قد أشارت الأسبوع الماضي إلى أن “المهاجرين واللاجئين في مالطا محتجزون في ظروف غير إنسانية ومهينة”.

واتهمت المنظمة مالطا بخرق القانون الدولي من خلال تعريض المهاجرين لـ “الإهمال الجماعي المؤسسي”، بحسب الموقع.

وطالبت لجنة منع التعذيب التابعة لمجلس أوروبا، السلطات المالطية بتحسين نظام الهجرة بشكل عاجل، من أجل “ضمان معاملة المهاجرين بكرامة”.

وفي سياق متصل، أعلن وزير الشؤون الداخلية، بايرون كاميليري، مؤخرا، أنه “على الرغم من كل المطالبات بشأن معاملة طالبي اللجوء والمهاجرين، فلن يتم بناء المزيد من مراكز الاستقبال، لأن على الاتحاد الأوروبي التدخل لمساعدة مالطا في تحمل الأعباء”.

وأضاف أن الحكومة المالطية ستحول اهتمامها إلى تعميق تعاونها مع خفر السواحل الليبي، لوقف تدفق المهاجرين من القارة الأفريقية.

المهاجرون مجرد “أرقام”!

في مالطا يتم تجميع المهاجرين في ثلاثة مراكز، مركز المرسى وهو حيث يتم إنزال المهاجرون أولا ليتم أخذ بياناتهم وتحديد ما إذا كان سيتم نقلهم إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي. ويبقى المهاجرون في ذلك المركز لفترات قد تصل إلى ثلاثة أشهر، يكونون خلالها شبه محرومين من حرياتهم الشخصية وممارسة أي نوع من الأنشطة بشكل عام. ووفقا للقانون، ينبغي أن لا يتم احتجاز المهاجرين في ذلك المركز لأكثر من 14 يوما.

ويصف م. و. الوضع داخل المركز قائلا: “لايسمح لنا بالخروج من هنا ولا يمكننا الاحتفاظ بهواتفنا، والطعام قليل وظروف السكن سيئة، لا يتم تقديم أي مراعاة طبية لنا”.

ويحكي الشاب المغربي عن التعامل مع المحتجزين بالمركز باعتبارهم أرقام. فكل مهاجر لديه رقم على يديه، يستخدمه حراس المركز لتمييز المهاجرين المحتجزين هناك.

“نادرا من نرى ممثلو المنظمات الإنسانية . وعند قدومهم نحكي لهم عن أوضاعنا فيجيبونا، بأنهم لا يمتلكون لأي سلطة ولا يقدرون على التدخل” يقول “م.و

ويتم احتجاز المهاجرين في مالطا بصفة رسمية من أجل إجراء فحوص طبية، قبل أن تتم إعادة توطينهم في الدول الأوروبية التي تتعهد باستضافتهم في كل مرة تقوم فيها مالطا بفتح موانئها لسفن الإنقاذ التي تديرها المنظمات غير الحكومية.

وفي تصريح سابق لأحد المسؤولين في منظمة “كوبين” غير الحكومية، وصف دومينيك كالاوايت لمهاجر نيوز الوضع في مالطا بكونه “سيء جدا، خاصة مع ارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين حاليا”، موضحا أن المشكلة في مالطا تعود إلى “نظام استقبال المهاجرين المُثقل بشكل كبير والبنية التحتية شبه المعدومة”.

“مالطا نسخة من ليبيا”؟

ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، يقبع نحو 1.400 مهاجر في مركزي مرسى وصافي على الجزيرة المالطية، ومعظم هؤلاء هم من طالبي اللجوء الذين تم إنقاذهم إما بواسطة خفر السواحل المالطي أو سفن الإنقاذ التابعة للمنظمات الإنسانية.

ويناشد الشاب السوداني منظمات الإغاثة للتدخل لدى السلطات في مالطا لإخراجه هو وزملائه من المهاجرين وطالبي اللجوء السودانيين من مراكز الاحتجاز، لشعوره بأنهم “غير مرحب بهم في مالطا”، على حد وصفه.

فقد المهاجر السوداني الاتصال بجميع أفراد أسرته. ليصبح حلمه الوحيد “الحصول على حريته والشعور بالأمان” قائلا: “الوضع في مالطا بالنسبة لي هو نسخة من ليبيا، وأفضل الموت عن العودة ثانية سواء لليبيا أو السودان”.