هل يقود بنكيران حزب “المصباح” نحو مزيد من الانقسام؟ الرميد وبوليف وعمارة خارج مؤتمر البيجيدي… قراءة تحليلية في الكواليس

0
265

في زمن الإعداد للانتخابات التشريعية القادمة، وفي لحظة حرجة من مسار حزب العدالة والتنمية، تثار تساؤلات عميقة حول مستقبل الحزب في ضوء الإقصاءات الأخيرة التي طالت رموزه التاريخية. هل يعكس ذلك تحولا في القيادة أم انحدارا في الديمقراطية الداخلية؟ وهل هو تكتيك للهيمنة أم مؤشر على تصدع داخلي؟

بنكيران من جديد في قلب العاصفة كشفت وسائل إعلام محلية عن إقصاء شخصيات بارزة من حضور المؤتمر الوطني المرتقب لحزب العدالة والتنمية يومي 26 و27 أبريل الجاري، في خطوة وُصفت بأنها استبعاد مدروس لأصوات ناقدة داخل الحزب. ويطرح هذا المعطى سؤالاً جوهرياً: هل المؤتمر محاولة لترتيب البيت الداخلي، أم لتكريسه على مقاس القيادة الحالية؟

أسماء مغيبة.. أم رسائل مشفرة؟ مصطفى الرميد، محمد نجيب بوليف، عبدالقادر عمارة، وعزيز رباح: أربعة من أبرز الوجوه التي غابت عن لائحة المدعوين، بدعوى عدم تسوية وضعهم المالي مع الحزب. لكن هل يتعلق الأمر فعلاً بمبرر إداري أم بصراع إرادات؟ وهل أصبح الانتماء للحزب مرهونا بالولاء الشخصي للأمين العام؟

الخطاب الرسمي مقابل الحقيقة التنظيمية تبرير الأمانة العامة بكون الإقصاء سببه إداري، يصطدم برواية أكثر تعقيداً. فالمغيبون هم أيضاً من أشد المنتقدين لبنكيران، ودعوا مراراً إلى تجديد القيادة وتجديد الخطاب السياسي والديني للحزب. ما يطرح السؤال: هل الإقصاء رد فعل على دعوات الإصلاح؟

انقسام داخلي أم تصفية حسابات؟ يوحي تكرار استبعاد الشخصيات الإصلاحية بوجود نمط في تدبير الخلافات داخل الحزب: القطيعة بدل الحوار. فهل تحول البيجيدي من حزب مؤسسات إلى حزب قيادة؟ وهل هذا المسار يضعف فرص عودته السياسية أم أنه يفتح المجال أمام ولادة جديدة عبر انشقاقات محتملة؟

بين الحنين لزمن بنكيران والحنق من سلطويته يظهر أن بنكيران لا يزال يشكل معادلة مركزية في الحزب: البعض يرى فيه القائد التاريخي الذي يمكن أن يعيد للحزب إشعاعه، وآخرون يعتبرونه سبباً رئيساً في حالة الانقسام الراهنة، بفعل سلوكه الفرداني وتدخله في صلاحيات الأمناء العامين السابقين.

تحدي الشرعية والتمويل امتناع عدد من الأعضاء والقيادات عن دفع مساهماتهم المالية يعكس أزمة ثقة داخلية. هل نحن أمام تمرد صامت على شرعية القيادة؟ أم أن الحزب فقد بوصلته بعد سقوطه الانتخابي؟

الخاتمة: مؤتمر حسم أم مؤتمر تفجير؟ المؤتمر المقبل قد يشكل نقطة انعطاف في مسار الحزب: إما أن يعيد تجديد الدماء ويحقق مصالحة داخلية، أو يكون فصلاً جديداً في مسلسل الانقسام والتراجع. ما الذي يحتاجه البيجيدي فعلاً في هذه المرحلة؟ قيادة جديدة، خطاب متجدد، أم وقفة تأملية لإعادة تعريف دوره في المشهد السياسي؟