هل ينجح حزب “فرنسا الأبية” في تأمين الدعم اللازم لعزل الرئيس ماكرون؟

0
139

في خطوة جريئة، يسعى حزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي إلى تأمين دعم برلماني لعزل الرئيس إيمانويل ماكرون، متهمًا إياه بـ “إخفاقات خطيرة” في تأدية واجباته الدستورية. تأتي هذه المحاولة بعد نزاع طويل بين ماكرون والحزب اليساري وحلفائه من الخضر والاشتراكيين والشيوعيين، إثر رفض الرئيس تعيين مرشحتهم، لوسي كاستيه، رئيسة للوزراء عقب الانتخابات البرلمانية غير الحاسمة في يوليو.

https://www.arte.tv/fr/videos/118587-021-A/il-suffit-de-58-deputes-pour-destituer-macron/

هل يمكن أن يتحول هذا النزاع إلى أزمة سياسية أكبر؟

ورغم أن تحالف “الجبهة الشعبية الجديدة” الذي يتزعمه الحزب قد فاز بأكبر عدد من المقاعد في الجمعية الوطنية، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على الأغلبية اللازمة في البرلمان، مما أدى إلى انقسام كبير بين اليسار ووسطيي ماكرون والتجمع الوطني اليميني المتطرف. في هذا السياق، قدم نواب “فرنسا الأبية” مشروع قرار العزل، مشيرين إلى أن “الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ يجب عليهما الدفاع عن الديمقراطية ضد ميول الرئيس الاستبدادية”.

لكن هل يمتلك الحزب فرصة حقيقية في تحقيق هذا الهدف؟

التحديات أمام الحزب هائلة؛ إذ تتطلب أي محاولة لعزل الرئيس وفق المادة 68 من الدستور الفرنسي موافقة ثلثَي أعضاء الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ مجتمعين. وهذا الرقم يبدو بعيد المنال في ظل الوضع الحالي.

ما هي المبررات الدستورية التي يستند إليها الحزب؟

يؤكد حزب “فرنسا الأبية” أن الرئيس ماكرون ليس من حقه “إجراء مقايضات سياسية”، في إشارة إلى جهوده المتكررة منذ يوليوز للعثور على رئيس وزراء يحظى بالإجماع. لكن العديد من الخبراء الدستوريين يرون أن دستور الجمهورية الخامسة، الذي كتب في عام 1958 على افتراض أن النظام الانتخابي سينتج أغلبية واضحة، لا يقدم توجيهات واضحة حول المسار الذي يجب اتخاذه في حال تعطل العمل البرلماني.

هل يشكل هذا التحرك تهديدًا حقيقيًا لاستقرار المؤسسات الفرنسية؟

برر ماكرون رفضه لتعيين كاستيه بأن استقرار المؤسسات هو واجبه الأساسي كرئيس. ومع ذلك، يبقى السؤال حول ما إذا كان هذا التبرير كافياً لتهدئة المعارضة المتصاعدة، وهل يمكن أن يؤثر هذا النزاع على استقرار النظام السياسي الفرنسي على المدى البعيد؟

ختامًا، هل ستكون هذه المحاولة مجرد فصل جديد في النزاع السياسي أم بداية لتغيير كبير في المشهد السياسي الفرنسي؟

مغربية الصحراء تكتسب مزيدًا من الدعم الدولي: كينيا على وشك اتخاذ قرار تاريخي