عبد المجيد رشيدي
يقدم الفنانين التشكيليين يوسف بالمهدي وعبد القادر كمال، في الفترة من 14 دجنبر 2023 إلى 5 يناير 2024، معرضهما الثنائي “همسات تجريدية” الذي يقدمان من خلاله آخر نتاج بحثيهما الفنيين في ما يخص الخط واللون وعلاقتهما ببعضهما البعض فنيّا.
المعرض الذي يستضيفه رواق المركز الثقافي إكليل التابع لمؤسسة محمد السادس للأعمال الإجتماعية للتربية والتكوين بمدينة طنجة، يضم لوحات بأحجام متنوعة وعدة تقنيات عكست ما وصل إليه الفنانين من تجريب وبحث على سطح اللوحة، من ناحية التقنيات والتكوينات والتناغمات التجريدية بأسلوبين تعبيريين متميزين، لوحات المعرض تعتبر استمراراً لمشروعهما الفني الذي جاء بعنوان همسات تجريدية.
الفنان يوسف بالمهدي يقدم لوحات بأحجام كبيرة وبتقنية الناتئ بالسكين على الصباغة الزيتية، مع المواد المختلفة، راصدا العديد من الأماكن بتناغم لوني خاص واجتهاد في التنوع، إلى جانب المحافظة على البصمة الفنية الخاصة به.
يستخدم بالمهدي مفاهيم تشكيلية ثابتة مثل توازن المساحات والاشكال داخل فضاء اللوحة في عنصرها التركيبي، ثم التركيز بقوة على مفاهيم تتعلق باللون الذي يمثل مركز ومحور اعمال بالمهدي هذه المفاهيم التي يعيرها اهتماما خاصا يتمثل خلق تضاد لوني بين الالوان الداكنة والفاتحة، التدرجات اللونية والضوئية و التداخل اللوني الذي يعطي عنصر الشفافية داخل اللوحة في شكل منسجم ومتناغم، عندما يتقاسم المنجز الفني الخط واللون والضوء ليثير حركاته وتحرّكاته وجموده بين التدريج الداكن أو الفاتح حسب متطلبات الفكرة ومداها التعبيري الذي يقع على حدود الفكرة والتسريب الممنهج لتلك التحركات الداخلية وتفاعلها المنطلق أبعد في التفرّد بنشاط المساحة والفضاء سواء الذي يستدرجه نحوه اللون أو الفراغ التكويني للعناصر المتكاملة في هندسة المنجز الفني، هذا اللون الذي يتميز بقوة سطوعه وإشعاعه داخل مساحة اللوحة والتي لا محالة يكون مرتبط بحالة نفسية معينة.
بدوره يقدم الفنان عبد القادر كمال، لوحات بأحجام متوسطة حيث يتم تقديم الحرف العربي ببراعة فنية استثنائية، الأنماط المتدفقة والخطوط الزخرفية والحروف الرقيقة تتداخل لتشكيل تكوينات متوازنة وجمالية مع التكوينات التجريدية الليريكية المختارة بعناية لتروي القصة العميقة للخط العربي والعاطفة المنبثقة من كل سطر، كما أن معظم لوحات عبد القادر كمال في هذا المعرض مستوحاة من البيئة الشاطئية لمدينة الجديدة بألوانها وأشكالها البديعة..
