هيئة حقوقية تطالب بالإفراج الفوري عن بوعشرين والريسوني والراضي وتستنكر “احتكار الدولة ومؤسساتها جل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة”

0
380

رسم بيان مطول نشرته الهيئة الوطنية لمساندة معتقلي الرأي وضحايا انتهاك حرية التعبير بالمغرب بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة صورة سوداء عن الإنتهاكات الجسيمة المرتكبة في حق الصحفيين في البلاد من “استمرار الانتهاك” وبوتيرة “مقلقة”.

قالت الهيئة في بيان لها اليوم،  إن واقع الصحافة في المغرب يتميز باستمرار الاعتقال التعسفي والتحكمي للصحفيين عمر الراضي وسليمان الريسوني، اللذين أكدت محكمة النقض الأحكام الصادرة في حقهما الصيف الماضي، و توفيق بوعشرين الذي سبق تأييد الحكم النهائي في حقه أيضا سنة 2021، مع الإمعان في التنكيل المعنوي بهم عبر تعريضهم لتدابير عقابية والمساس بعدد من حقوقهم الأساسية داخل السجن، بحسب شهادات وإفادات متواترة من عائلاتهم.

ولفتت إلى أنه من بين هذه التدابير العقابية، الحرمان من الحق في الكتابة و المطالعة بحرية والوصول إلى الصحف، وفرض قيود على التواصل مع العالم الخارجي، ومنع الاختلاط وتشديد الحراسة بشكل تمييزي عن باقي السجناء، والحرمان من العلاج و الرعاية الطبية في ظروف ملائمة تحترم الكرامة الإنسانية.

ولاحظت الهيئة أيضا استهداف أقارب وعائلات الصحفيين المعتقلين عبر “التشهير بهم من طرف منصات إعلامية أو جهات مدنية ترعاها وتدعمها السلطات المغربية”.

وانتقدت تواصل المتابعات القضائية للصحفيين في إطار القانون الجنائي عوض قانون النشر والصحافة، وتهم هذه الوقائع بالأساس منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي؛ ومن أمثلته متابعة ومحاكمة الصحفية حنان بكور والصحفي عبد المجيد أمياي.

وسجلت أن “الدولة المغربية تمضي في مخطط التحكم في وسائل الإعلام بشكل كامل وتقويض استقلالية المهنة”، مما رفع منسوب الرقابة الذاتية داخل وسائل الإعلام الخاصة و تعزيز تبعيتها للسلطة، وكذا من خلال إحداث لجنة مؤقتة بصلاحيات واسعة لتسيير شؤون المجلس الوطني للصحافة، في تراجع واضح عن فكرة التنظيم الذاتي للمهنة بشكل مستقل التي أقرها دستور 2011.

واستمرار الدولة ومؤسساتها في فرض احتكارها، ووصايتها على جل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وعدم انفتاح الإعلام العمومي على مختلف الآراء والمواقف بما في ذلك المعارضة للسياسات الرسمية.

وطالبت الهيئة بالإفراج الفوري ودون شرط عن الصحفيين الثلاثة: توفيق بوعشرين، عمر الراضي، سليمان الريسوني، والذين يقضون عقوبات سالبة للحرية منذ سنوات، بتهم واهية أثبتت أطوار القضايا فيها عدم مصداقيتها، وإثر محاكمات جائرة شابتها عيوب كبيرة وقف عليها أيضا فريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي التابع لمجلس حقوق الإنسان.

ودعت إلى قف الإجراءات التقييدية وانتهاكات الحقوق الأساسية للصحفيين المسجونين، والتي تمارسها إدارات السجون في حقهم، وتصحيح الاختلالات التي تشوب محاكمة الصحفيين عبد المجيد أمياي وحنان بكور “المتابعان بتهم جنائية، لممارسة حقهم في التعبير الحر، وذلك بناء على شكايات تقدم بها نافذون أو مسؤولون كبار”.




وأكدت رفضها تأبيد سياسة الدعم المالي العمومي لوسائل الإعلام الخاصة “بشكل يؤدي إلى تدجينها ومصادرة استقلاليتها وخنق حريات الصحفيين”، مع تسجيل علامات استفهام كبيرة حول انعدام الشفافية في توزيع هذا الدعم، ملحة على أهمية واستعجالية المراجعة الشاملة لقوانين الصحافة والنشر والاتصال السمعي البصري، وتنقية القانون الجنائي من كل ما يمس حرية التعبير.




 

وأكد ت تقارير دولية أنه لازالت هناك العديد من الاختلالات تشوب سياسة الدولة اتجاه الصحافة، أبرزها غياب الضمانات الدستورية والقانونية الكافية لحماية الحق الأساسي في حرية الرأي.

واستمرار اللجوء إلى القانون الجنائي، عوض قانون الصحافة والنشر لمتابعة الصحفيين، ومواصلة حملات المتابعات والاعتقالات التعسفية والمحاكمات غير العادلة ضد الصحفيين والمدونين.

وغياب أي تحقيق فيما نشرته المنظمات الحقوقية الدولية وبيانات المعنيين، في ما أقدمت عليه السلطات الأمنية المغربية من مراقبة لمحتويات شبكة الانترنيت واستهداف الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان.

و في سياق متصل، طالبت الجمعية المغربية لحقوق الانسان بمراجعة القوانين المتعلقة بالصحافة والنشر.

وأكدت على ضرورة وضع حد للاعتداء على حرية الصحافة، والتحريض على الكراهية والعنف والوصم ضد الصحافيات والصحافيين، داعية إلى النهوض بأوضاع الصحفيين المهنية، والاجتماعية.