واشنطن بوست: “المقاهي التاريخية” في طنجة مزار ثقافي وقبلة للسياح المغاربة والأجانب

0
441

اجتذبت السياسيين والجواسيس والفنانين من جميع أنحاء العالم وما زالت تحتفظ ببعض معالمها

أشادت صحيفة واشنطن بوست بما تزخر به مدينة طنجة شمال المغرب لجذب السياحي ، المقاهي الشهيرة ، والتي جذبت العديد من الكتاب والفنانين من جميع أنحاء العالم إلى أماكن مثل كافيه هافا ، وغران كافيه دي باريس ، وكافيه تينجيس ، وكافيه بابا.




وفي مقال نُشر اليوم ، أشارت الصحيفة إلى أنه لا توجد مدينة مغربية أخرى يمكن مقارنتها بـ “ثقافة المقاهي التاريخية” في طنجة ، والتي يتردد عليها الكتاب والفنانين المغتربين مثل الكاتب والملحن الأمريكي بول بولز والمؤلف المغربي محمد شكري ، من بين الأدباء الآخرين.

واستشهدت الصحيفة بعدة أماكن تستحق الزيارة في شمال المغرب منها مقهى هافا ، أحد أقدم المقاهي في قلب المدينة ، ويعود تاريخه إلى عام 1921.

كما أشارت الصحيفة إلى مقهى Gran Cafe de Paris الشهير الذي ظهر مؤخرًا في قائمة Telegraph “لأكبر 50 مقهى على وجه الأرض”.

صورة_3.jpg

استطاع هذا المقهى الذي يحظى بموقع استراتيجي، باعتبار أنه يوجد قبالة القنصلية الفرنسية وفي إحدى أشهر ساحات مدينة طنجة، غير بعيد من سور “المعاكيز” (سور الكسالى) الشهير، أن يجذب إليه شخصيات معروفة في عوالم الأدب والفكر والفن أمثال أنطوني كوين، وتنيسي وليامز، وجان جينيه، كما أنه اشتهر بجذبه جواسيس العالم.

طنجة عموماً كانت معروفة بأنها مرتع لجواسيس العالم في حقبة الانتداب الدولي للمدينة، حيث كانت وجهة لسياسيي وجواسيس إسبانيا وفرنسا وبريطانيا والبرتغال والولايات المتحدة الأميركية، بالنظر إلى كونها كانت “منطقة دولية” تغري القوى الاستعمارية حينها، من أجل بسط السيطرة على منافذ البحر الأبيض المتوسط.

ولعل مقهى باريس “تخصص” في لم شمل جواسيس العالم خلال ذلك الزمن، منهم الجاسوسة الفرنسية مارغا دانديران، التي قيل إنها كانت أول أوروبي يدخل إلى مكة المكرمة ووجدت ميتة في ظروف غامضة إلى حدود اليوم، وذلك داخل زورق في أحد شواطئ طنجة عام 1948.

وشكلت أعمال وحيل الجواسيس الذين كانوا يحطون رحالهم في طنجة ويرتشفون كؤوس الشاي في مقهى باريس، أرضية خصبة لإبداع عديد من الروائيين، منهم الكاتبة الأميركية أيلين بارون التي ألفت رواية “شعلة طنجة” عن عالمة الآثار ليلي سيمبسون، والتي تورطت في مهام جاسوسية بطنجة.

ليست هذه هي المرة الأولى التي تسلط فيها واشنطن بوست الضوء على الأصول السياحية المتنوعة للمغرب. في وقت سابق من هذا العام ، صنفت الصحيفة المغرب كواحدة من أفضل وجهات السفر في العالم لعام 2023.

بالإضافة إلى ذلك ، ظهرت المدينة الساحلية الشمالية في قائمة Travel + Leisure لأفضل 50 مكانًا للزيارة في عام 2023.

وفي الوقت نفسه ، وضعت صحيفة نيويورك تايمز الأصول السياحية في الصويرة تحت الأضواء ، ولا سيما المعارض الفنية ودور الضيافة و “مشهد التصميم المزدهر” ، الذي اجتذب العديد من الإنتاج ، بما في ذلك سلسلة HBO الملحمية Game of Thrones.

حافظ المغرب على شعبيته كوجهة من أفضل الوجهات السياحية في العالم. في نهاية فبراير 2023 ، سجل المغرب 1.9 مليون سائح وافد بزيادة 464٪ مقارنة بنفس الفترة من عام 2022. 

مقهى “الحافة” الشهير بمدينة طنجة يعود تأسيسه من طرف مالكه الراحل با محمد سنة 1921. ويعد هذا المقهى مزارا ثقافيا بارزا شهد مرور العديد من الأسماء المرموقة في عوالم السياسة والثقافة والفن والإعلام.




وأصبح للمقهى بفضل موقعه الجغرافي وإطلالته الساحرة على البحر الأبيض المتوسط والضفة الأوروبية، شهرة واسعة، وأضحى وجهة للسياح المغاربة والأجانب.

واكتسب مقهى الحافة شهرته أيضا، بفضل تواجده في منطقة مرشان، وهي هضبة عالية، كانت تعتبر منطقة راقية، عندما كانت مدينة طنجة بأقصى شمال المغرب، منطقة دولية، إبان فترة الاستعمار.

وعلى خمس طبقات، واحدة فوق أخرى، مصطفة كالسلاليم، يمتلئ المقهى بالقرّاء والطلاب والعشاق والعائلات، الباحثين عن الهدوء وعن هواء نقي يدخلونه إلى صدورهم، بعيدا عن صخب المدينة، والمقاهي الحديثة المليئة بالرخام والماكينات الجديدة والبروتوكولات المُضنية، كأنك تحت كاميرات مشتعلة تصور كل حركة تقوم بها.

منذ أزيد من مائة سنة، اختار الراحل با محمد أن يشيد هذا المقهى على أرض عراء تابعة في الأصل لملك الدولة، وبنى مكانا صغيرا لتحضير المشروبات وخاصة الشاي الشمالي، وهيأ الهضبة المطلة على شاطئ مرقالة.

ويحكي الروائي المغربي، والباحث في تراث مدينة طنجة، يوسف شبعة، في تصريح سابق، أنه عندما كان طفلا، كان الناس يتقاطرون على مقهى الحافة لشرب كؤوس “أتاي” كما يسميه المغاربة وتبادل أطراف الحديث. لم تكن هناك أي طاولات أو كراسٍ. كان الزوار يفترشون الحصائر والزرابي البسيطة، ويقضون جزءا من يومهم في مناقشة مواضيع الساعة والدردشة على أنغام الموسيقى المغربية والأندلسية والإسبانية.

ويحتفظ المقهى بطابعه التقليدي منذ نشأته الأولى، رغم أن المشرف عليه حاليا، اختار بناء مقهى ومطعم جديد بجواره، إلا أنه قرر الحفاظ على طابع “الحافة” القديم.