في خطوة أثارت استياءً واسعًا داخل الوسط الصحافي، قررت إدارة القناة الثانية “دوزيم” إيقاف الصحافي وديع دادة لمدة ثمانية أيام وتجريده من منصب رئيس التحرير، ومنعه من تقديم نشرات الأخبار.
هذا الإجراء، الذي وصفته النقابة الوطنية للصحافة المغربية بـ”التعسفي والانتقامي”، جاء بعد مشاركته في تأسيس إطار نقابي جديد، ما أثار تساؤلات حول عمق العلاقة بين الإدارة وبعض التوجهات النقابية وأثر هذه التداخلات على حرية العمل النقابي داخل القناة.
تهم قديمة وقرارات دون إجراءات قانونية: هل تلتزم القناة بالقانون؟
اعتمدت إدارة القناة على تهم قديمة وغير مدعومة قانونيًا كأرضية لقرارها، وفقًا لبيان النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ولم يتم استدعاء دادة لسماع دفاعه كما لم يُقدَّم أمام لجنة تأديبية رسمية، مما يعتبر انتهاكًا لمدونة الشغل. أضف إلى ذلك أن اللجنة التي اتخذت القرار تضم مدير الأخبار المتقاعد، الذي أثيرت حوله شبهة قانونية.
-
هل تتوافق هذه القرارات مع المبادئ الأساسية للقانون؟
-
ولماذا تُطرح تهم قديمة في هذا التوقيت الحساس تحديدًا، بعد تشكيل التنسيقية النقابية الجديدة؟
تعدد العقوبات في يوم واحد: إشارة انتقامية أم انتهاك صارخ للقانون؟
لم تقتصر العقوبات على إيقاف دادة؛ بل أُتخذ قرار آخر في اليوم ذاته، بتجريده من مهامه كرئيس تحرير ومنعه من تقديم نشرات الأخبار. ويُعد فرض عقوبتين في يوم واحد تجاوزًا للقوانين التي ترفض ازدواج العقوبة. هذه القرارات المتتابعة تطرح تساؤلًا هامًا حول رسائلها الضمنية:
-
هل تمثل هذه العقوبات المتعددة محاولة لثني الصحافيين الآخرين عن الانضمام إلى الحركات النقابية؟
-
إلى أي حد يمكن أن تواجه القناة طعونًا قانونية نتيجة لهذه التجاوزات؟
تحالفات نقابية وتدخلات إدارية: هل تهدد حرية العمل النقابي في القناة؟
اتهمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية إدارة القناة الثانية بالتواطؤ مع فصيل نقابي معين داخل القناة، معتبرةً أن هذه التحالفات تهدف إلى احتكار تمثيل الصحافيين وترهيب من يسعى إلى خيارات نقابية بديلة.
هذه التوترات الداخلية تثير تساؤلات حول مدى قدرة الصحافيين على ممارسة حقوقهم النقابية بحرية.
-
هل تسمح إدارة القناة ببيئة عمل ديمقراطية تدعم خيارات الصحافيين النقابية؟
-
وهل يستطيع الصحافيون التعبير عن آرائهم وممارسة حقوقهم دون الخوف من العقوبات؟
تصاعد الأزمة واستعداد النقابة للتصدي: مستقبل العمل النقابي على المحك
أعلنت النقابة عن استعدادها لمواجهة القرارات عبر خطوات نضالية من بينها تنظيم احتجاجات وفعاليات لدعم وديع دادة والمطالبة بإلغاء العقوبات الصادرة بحقه.
هذا التصعيد قد يفتح المجال لانقسام داخلي أكبر داخل القناة، وربما ينعكس سلبًا على أداء القناة في المستقبل.
-
هل ستؤدي هذه الاحتجاجات إلى دفع القناة لإعادة النظر في قراراتها؟
-
أم أن الأزمة ستستمر لتكشف عن أزمات أعمق داخل هيكل القناة وعلاقتها بالنقابات؟