وزيرة الخارجية الفرنسية الملك محمد السادس كان في فرنسا و فور وقوع الزلزال عاد فورا لبلاده ..ما القصة؟

0
361

أعلنت فرنسا، الإثنين، تقديم مساعدات مالية للمغرب، للمساعدة في جهود الإغاثة من الزلزال المدمر، الذي هز البلاد مساء الجمعة.

وتسبب التردد الفرنسي في إعلان موقف واضح من قضية النزاع المفتعل في الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، في حالة فتور في العلاقات، لكن باريس تؤكد على الدوام أن التواصل الدبلوماسي مع المملكة مستمر ولم ينقطع، متحدثة عن علاقات إستراتيجية رغم تذبذبها.

وقالت كولونا لتلفزيون ‘بي.اف.ام’ لدى سؤالها عن سبب عدم تقديم المغرب لطلب رسمي بالمساعدة العاجلة إلى باريس رغم قبولها المساعدة من إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات “هذا جدل في غير محله”،

وأكد وزيرة الخارجية كاترين كولونا لدى سؤالها عن محادثة بين الملك المفدى محمد السادس والرئيس الفرنسي ، أن الرئيس ماكرون تبادل الحديث عدة مرات مع العاهل المغربي، و مرة واحدة كان جلالة الملك محمد السادس منشغلا بترأس اجتماع أزمة.

وقالت كولونا إن العاهل المغربي الملك محمد السادس كان في فرنسا وقت حدوث الزلزال.

مضيفة “مستعدون لمساعدة المغرب لم يرفض أي عرض للمساعدة من أي بلد، هو فقط يوافق على طلبات الدول بالنظر للحاجيات التي يفرضها الوضع، المغرب دولة ذات سيادة و هذا قرار سيادي مغربي والقرار يعود لهم”، مؤكدة على أن الرباط لم ترفض المساعدة الفرنسية.

وقالت كولونا إن باريس خصصت خمسة ملايين يورو (5.4 ملايين دولار) للمنظمات غير الحكومية العاملة في المغرب، موضحة أن هذه المساعدة المخصصة للمنظمات الإنسانية التي تنشط “على الأرض”، سيتم تخصيصها من احتياط وزارة الخارجية الفرنسية.




وأشارت إلى أن العديد من المنظمات غير الحكومية بدأت تعمل في المملكة من أجل مساعدة السكان على مواجهة تداعيات الزلزال المدمّر الذي أودى بحياة أكثر من ألفي شخص.

وحاول المسؤولون الفرنسيون مرارا التقليل من شأن أي خلاف بين البلدين لكن زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرباط تأجلت عدة مرات خلال العام الماضي، إلا أن كولونا أوضحت أن العاهل المغربي الملك محمد السادس كان في فرنسا وقت حدوث الزلزال.

وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان لقناة فرنسا 2 في وقت سابق من يوم الاثنين إن المغرب دولة “شقيقة” ولديها إمكانات للتعامل مع جهود الإغاثة منفردة.

كما اتخذت فرنسا نهجا دبلوماسيا حذرا مع الرباط في سعيها لتحسين العلاقات مع الجزائر، المستعمرة السابقة لها والمنافس اللدود للمغرب. وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو وهي جماعة تقاتل منذ عقود من أجل استقلال الصحراء الغربية.

وكان أربعة مواطنين فرنسيين من بين قتلى الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 2100.

ولدى فرنسا أكثر من 51 ألفا يعيشون في المغرب بحسب بيانات وزارة الخارجية الفرنسية. ويشير مرصد الهجرة والديموجرافيا إلى أن هناك نحو 1.5 مليون مغربي يعيشون في فرنسا من بينهم 670 ألفا يحملون جنسية البلدين.

والمغرب غير معتاد عموما على الزلازل المدمرة. واعتبر هذا الزلزال الأعنف “استثنائيا” نظرا إلى بؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير. كما أن الرقعة الجغرافية المنكوبة شاسعة.

وفي 24 فبراير/شباط 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6.4 درجات على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كيلومتر شمال شرق الرباط وأسفر عن سقوط 628 قتيلا وعن أضرار مادية جسيمة.

في 29 فبراير/شباط 1960 دمر زلزال بقوة 5.7 درجات مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي مخلفا أكثر من 15 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة.