الرباط – أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية للإعلام العربي أن تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، خلال ندوة أقيمت بالمغرب قبل أسبوعين، حول تعاون الجزائر مع إيران “يتضمن معلومات مضبوطة”، معتبرا أن “الجزائر في الفترة الأخيرة، ومنذ بداية الربيع العربي، أصبحت طريقا للحركات الإرهابية بإيعاز من إيران”.
وأوضح المتحدث ،حسن كعيبة لبعض وسائل إعلام وطنية، أن “تعاون الجزائر وإيران يهمنا لأن الكل يعلم أن هدف إيران هو التوغل في كل الدول، ورأينا نتائج ذلك في منطقة الشرق الأوسط ولم تترك إلا الدمار والخراب والإرهاب في العراق وسوريا واليمن.. ومازالت تتدخل في شؤون دول إفريقية ومنها الجزائر”.
وعلاقة بإعلان الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، اعتبر كعيبة أن الأمر يتعلق بـ”أمر ثنائي بين بلدين تجمعهما حدود وأواصر طويلة وعميقة”.
ووصف وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، تخوَف وزير خارجية إسرائيل من العلاقات بين الجزائر وإيران بـ”السخيف”.
وقال الوزير لعمامرة خلال ندوة صحفية بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر، إن العلاقات بين الجزائر وإيران تاريخية وقديمة. كما أن هناك علاقات اقتصادية بطيئة بحكم الحظر المفروض على إيران، بحسب ما نقلته صحيفة “النهار” الجزائرية.
وواصل لعمامرة أن الجزائر وإيران تربطهما علاقات تاريخية كما أن إيران دولة صديقة.
كما وصف عضوية إسرائيل بصفة مراقب في الاتحاد الأفريقي بأنها “موضع رفض وتشكك من أعداد متزايدة من دول أعضاء في الاتحاد الأفريقي”.
وكانت الجزائر قد أعربت بمعية مصر وجزر القمر وتونس وجيبوتي وموريتانيا وليبيا عن رفضها منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الافريقي وأعربت عن مخاوفها من تقسيم الاتحاد ..
وكان المغرب قد أعلن قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران متهما طهران و”حزب الله” بدعم جبهة البوليساريو، التي تسعى لاستقلال الصحراء المغربية، عن طريق السفارة الإيرانية في الجزائر.
وبعدها استدعت وزارة الخارجية الجزائرية السفير المغربي للاعتراض على اتهامات بأن الجزائر لعبت دورا في دعم إيراني مزعوم عن طريق “حزب الله” اللبناني لجبهة البوليساريو.
وتنازع “البوليساريو” المغرب، السيادة على إقليم الصحراء المغربي، منذ عام 1975، حين انتهى الاحتلال الإسباني للمنطقة واسترجع المغرب 80 % من أقاليمه الصحراوية، وحول أنذاك النظام الجزائري النزاع إلى صراع مسلح توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
ورغم أن النزاع في ملف الصحراء المغربية قائم رسميا بين المملكة المغربية وجبهة الانفصاليين البوليساريو، لكن اسم الجزائر يحضر بقوة كذلك في هذا النزاع على المستوى الإعلامي، إذ يصر المغرب على أن الجزائر مسؤولة عن هذا النزاع.
ويعود هذا الحضور بالأساس إلى احتضان الجزائر لمخيّمات تندوف، مقر البوليساريو ودعمها المتواصل للجبهة والجماعات الإرهابية، رغم تأكيد الجزائر على الصعيد الرسمي أنها ليست طرفا في النزاع.
الجزائر تريد تقوية الحلف
إلى ذلك، يبيّن الإعلامي المهتم بالشأن السياسي، عبد الحكيم مسعودي، في تصريح لـ”اندبندنت عربية”، أن من يطلع على مسار العلاقات بين الجزائر وإيران على المستوى الرسمي والاستراتيجي يدرك أنها جيدة ومتينة في معظم الأوقات إذا ما استثنينا فترة التسعينيات.
وقال إن جودة هذه العلاقات يترجمها تطابق السياسة الخارجية للبلدين إزاء أهم القضايا المحورية في المنطقة على غرار القضية الفلسطينية والملف السوري، مشيراً إلى أن الجزائر هي التي تريد تقوية هذا الحلف الموجود أصلاً، كونها تدرك جيداً حجم النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، بخاصة مع الدول التي تتقاسم المواقف نفسها داخل الجامعة العربية مثل العراق ولبنان، كما تدرك خطورة البقاء على الانكفاء الذي جنى عليها تهديدات إضافية بتمادي التدخلات الأجنبية في دول الجوار.
وأوضح أن الأوضاع والأحداث المتسارعة في العالم دفعت الرئيس عبد المجيد تبون إلى تعديل الجهاز الدبلوماسي من خلال تعيين رمطان لعمامرة وزيراً للخارجية، الذي يعمل بنشاط مكثف في أهم الملفات الشائكة بالمنطقة ككل، وما حضور أيمن عبد الرحمن في طهران إلا دليل على الأهمية التي توليها الجزائر لهذه العلاقات.