دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، مساء اليوم الأربعاء، نظيره المغربي ناصر بوريطة إلى زيارة إسرائيل قريبا، قائلا لبيد “أرحب بصديقي الوزير بوريطة لزيارة إسرائيل في أقرب وقت ممكن وإطلاق مبادرات جديدة لتقوية علاقاتنا يجب أن نلتقي مباشرة ونبني أشياء كبيرة لصالح شعبينا”وبدوره أعرب ناصر عن “أمله بزيارة إسرائيل قريبا”.
جاء ذلك خلال اجتماع عبر الفيديو الاربعاء ضم أيضا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لمناسبة مرور عام على تطبيع علاقات البلدين برعاية أميركية.
شارك السيد ناصر بوريطة، اليوم، إلى جانب كل من وزير الخارجية الأمريكي، السيد أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الإسرائيلي، السيد يائير لبيد، في الاحتفال بالذكرى الأولى للتوقيع على الإعلان الثلاثي المشترك بين المغرب، والولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل. pic.twitter.com/uHWGwYbtta
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) December 22, 2021
بدوره أعرب وزير الخارجية المغربي عن “أمله بزيارة إسرائيل قريبا”، ولقاء لبيد مجددا بعدما كان قد زار الرباط في آب/أغسطس المنصرم.
واستأنف البلدان علاقاتهما الدبلوماسية قبل عام في إطار اتفاق ثلاثي أعقبه اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، فيما قال الرئيس الأميركي حينها دونالد ترامب إنه لا يرى حلا واقعيا ومنطقيا لحل نزاع الصحراء التي تطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، أفضل من مقترح المغربي بمنح الصحراء حكما ذاتيا تحت سيادته.
وبمناسبة مرور عام على هذا الاتفاق، عقد لقاء مقتضب الأربعاء جمع ناصر بوريطة من مقر وزارة الخارجية بالرباط بنظيريه الإسرائيلي والأميركي عبر تقنية الفيديو، من دون إقامة أنشطة أخرى.
وكرر بلينكن إشادة الولايات المتحدة بالاتفاق “الذي مكن من تعميق الروابط وفتح السبل لتحقيق منافع مشتركة”، مؤكدا استمرار واشنطن في دعم وتوسيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والبلدان العربية.
وكان المغرب رابع بلد عربي يعيد علاقاته مع إسرائيل في 2020 برعاية أميركية، بعد الإمارات والبحرين والسودان.
رغم أن القضية الفلسطينية تحظى تاريخيا بتعاطف كبير في المغرب، إلا أن تطبيع الرباط علاقاتها مع تل أبيب لم يثر رفضا قويا في المملكة، إذ يرتبط باعتراف الولايات المتحدة بسيادتها على الصحراء المغربية والتي تعد القضية الوطنية الأولى في المملكة.
وتعمقت علاقات المغرب وإسرائيل بتوقيع اتفاق أمني غير مسبوق أواخر نوفمبر/تشرين الثاني بمناسبة زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للرباط. ويتيح الاتفاق للرباط خصوصا الحصول على معدات إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة.
وتحدثت تقارير لوسائل إعلام إسرائيلية ومغربية في الفترة الأخيرة عن اقتناء المغرب معدات من هذا النوع.
كما يرتقب أن تزور وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية أورنا باربيفاي المغرب مطلع السنة المقبلة، “في محطة مهمة سيتم خلالها التوقيع على اتفاق إطار اقتصادي واسع النطاق”، وفق ما أفاد مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط دافيد غوفرين في مقال نشرته صحيفة الصباح المحلية الأربعاء.
وسبق أن أقامت المملكة التي يتحدر منها كثير من اليهود علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إثر توقيع اتفاقات أوسلو بين الأخيرة ومنظمة التحرير الفلسطينية في العام 1993، قبل أن تقطعها الرباط بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.
لكن استئناف علاقاتهما جاء في سياق إقليمي مضطرب مع عودة التوتر في الصحراء المغربية وكذلك إعلان الجزائر في أغسطس/الماضي قطع علاقاتها مع المغرب بسبب ما وصفته الخارجية الجزائرية حينها بـ”أعمال عدائية”، في قرار قالت عنه الرباط إن له “مبرراته زائفة”، معبرة عن أسفها لمثل هذا السلوك من دولة جارة.
بوريطة “الإعلان الثلاثي” فتح آفاق تعاون واسع مع أمريكا وإسرائيل ونطمح لتعزيز الشراكة الاستراتيجية