وزير الخارجية الاسباني في الرباط تمهيداً لزيارة سانشيز للمغرب..علاقات تشهد تطوراً متصاعداً

0
250

يستهل وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، زيارة للمغرب، الأربعاء، تستمر ليومين.

وتنشط الدبلوماسية الإسبانية لإعطاء دفعة قوية للعلاقات المتصاعدة بين مدريد والرباط، ويقوم وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس، بزيارة إلى المغرب يومي 13 و14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، تحضيرا لزيارة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز التي ستكون وفقا لمصادر مطلعة، تأكيدا لمواقف مدريد من مغربية الصحراء بفعل مشاورات مهمة توجت بخارطة طريق استراتيجية لبناء العلاقات بين البلدين على أسس جديدة.

وقالت مصادر دبلوماسية إسبانية إن زيارة ألباريس تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لاسيما السياسية والاقتصادية والتجارية واللغوية، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بأول زيارة خارجية لألباريس منذ بداية الولاية التشريعية الجديدة.

وسيجري رئيس الدبلوماسية الإسبانية محادثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة.

وتشهد العلاقات بين المغرب وإسبانيا زخما متصاعدا عقب اللقاء الذي جرى بالرباط يوم 7 أبريل/نيسان 2022 بين العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية سانشيز.
وبعد فوزه بالانتخابات الأخيرة، تخلى سانشيز عن عُرف “الوجهة الأولى” بفعل تحسن العلاقات بين البلدين وغياب بوادر التوتر والحاجة إلى إشارات الطمأنة.

وقالت الصحافة الإسبانية، إن وزير الخارجية الإسباني خلال زيارته المرتقبة الخميس المقبل إلى العاصمة الرباط، سيناقش فيها عدد من بنود الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال الاجتماع الرفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا في 1 و2 فبراير/شباط الماضي، إضافة إلى مناقشة الزيارة المقبلة لسانشيز إلى المغرب أيضا.

وتنتظر العديد من الأطراف ما ستُسفر عنه الزيارة المرتقبة لألباريس إلى المغرب، خاصة بشأن تنفيذ بنود اتفاقيات خارطة الطريق الجديدة بين البلدين، مثل فتح المعابر الجمركية بمليلية وسبتة، وقضايا أخرى متعلقة بالهجرة.

وجاء الإعلان عن زيارة ألباريس بعد أيام قليلة من كشف مصادر دبلوماسية لصحيفة “أوكيدياريو” عن تكليف سانشيز للجهاز الدبلوماسي في وزارة الخارجية بالإعداد للقيام بزيارة إلى المغرب في أسرع وقت. وقالت إن ألباريس من المتوقع أن يناقش المسؤولين المغاربة، وعلى رأسهم بوريطة، تفاصيل الإعداد لزيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى المملكة المغربية في الأسابيع أو الشهور المقبلة.

وأكد سانشيز، في الأيام القليلة الماضية على أهمية علاقات الصداقة التي تجمع بين بلاده والمملكة المغربية، خلال محادثة هاتفية جمعته برئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، وفق ما كشف عنه في منشور على موقع “إكس” عبر حسابه الرسمي.

وأضاف سانشيز، الذي تُعتبر هذه أول محادثة له مع نظيره المغربي منذ تجديد الثقة فيه كرئيس للحكومة الإسبانية لولاية جديدة منذ أسابيع، بأنه أعرب لأخنوش عن رغبة إسبانيا “في تعزيز جدول الأعمال الثنائي المتفق عليه واستكشاف الفرص الجديدة التي تتيحها هذه العلاقة المتجددة”.

وأشار إلى أن إسبانيا ستعمل “أيضًا على تعزيز العلاقة الوثيقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي”. علما أن إسبانيا هي التي تترأس الاتحاد الأوروبي حاليا، ويُخول لها هذا المنصب للدفع بعجلة تمتين العلاقات بين الرباط وبروكسيل.

ولمح سانشيز في منشوره بشأن المحادثة مع أخنوش، أن مدريد والرباط سيرفعان من وتيرة تنفيذ بنود خارطة الطريق التي كان قد تم الاتفاق عليها بين حكومة سانشيز وحكومة أخنوش.

وكان البلدان قد اتفقا على التعاون الثنائي في العديد من المجالات، كالاستثمار والتجارة والهجرة ومكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة الدولية، مع الابتعاد عن اتخاذ أي مواقف أحادية الجانب التي قد تكون وراء خلق أزمة بين الطرفين.

ومن المتوقع أن تصل إسبانيا إلى رقم قياسي جديد في حجم تبادلاتها التجارية مع المغرب، وفق ما أوردت صحيفة “ذو أوبجيكتيف” الإسبانية نقلا عن مصادر مطلعة على هذا الملف، حيث تختتم إسبانيا عام 2023، برقم قياسي جديد في حجم المبادلات التجارية مع المغرب، نتيجة تطور العلاقات وتحقيقها نقلة نوعية، بعد التحول في موقف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز بشأن قضية الصحراء المغربية.

وباتت مدريد الشريك الاقتصادي الأول بالنسبة للمغرب، فيما تعد الرباط هي الأخرى من أهم شركاء إسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي.

ومن المرجح أن تتجاوز التدفقات التجارية بين البلدين الأرقام القياسية المسجلة في العام الماضي، مع تعزيز العلاقات الدبلوماسية وبحسب آخر البيانات خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/ أيلول الماضي، ارتفعت صادرات إسبانيا إلى المغرب من 3 بالمئة إلى 3.2 بالمئة حاليا من الإجمالي، في حين ارتفعت الواردات من 1.9 بالمئة إلى 2.1 بالمئة من إجمالي التجارة.