يسعى المغرب لتصنيع لقاحات ضد كورونا والتبرع بها أو بيعها لدول أفريقية وخارج أفريقيا. خبراء يرون أن هذه الخطوات لها أبعاد سياسية، لذا لايزال المغاربة الذين تلقوا لقاح سينوفارم الصيني غير قادرين على السفر، لعدم اعتماد بلدان القارة الأوروبية اللقاح الصيني، ما يحرمهم من الحصول على “جواز السفر الصحي”. واللقاحات المعتمدة من الوكالة الأوروبية للأدوية والتي تسمح بالسفر إلى أوروبا في الحالات “الضرورية” هي أسترازينيكا وجونسون آند جونسون وفايزر وموديرنا.
الرباط – قال ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن الولوج الشامل والميسر للقاحات يظل السبيل الوحيد نحو “استراتيجية خروج عادل” من الأزمة الصحية، ورفع المناعة المجتمعية.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الجمعة، في المنتدى الدولي للتعاون بشأن لقاحات كوفيد-19،في فعاليات الاجتماع الأول للمنتدى الدولي للتعاون في مجال اللقاحات، الذي تستضيفه الصين برئاسة وانغ يي، مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني، وبمشاركة ممثّلي أكثر من 20 دولة عبر تقنية الاتصال المرئي.
شارك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، اليوم، في المنتدى الدولي للتعاون بشأن لقاحات كوفيد-19. pic.twitter.com/4kzcrjANfT
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) August 5, 2021
يهدف المنتدى إلى خلق حلقة اتصال بين الدول التي تطور وتنتج اللقاحات والشركات حول سبل تعزيز التوزيع العادل للقاح في العالم.
وأوضح ناصر بوريطة أنه منذ بداية تفشي جائحة كوفيد-19 كانت دولة الإمارات في طليعة الدول التي قدمت جهوداً دوليةً للتخفيف من الآثار السلبية للوباء، وواجهته بروح التضامن الإنساني مع المجتمع الدولي.
وتواصل المملكة المغربية لعب دور رئيسي في توفير الإمدادات الطبية العاجلة اللازمة لمكافحة كوفيد -19 لكثير من الدول لدعم وتعزيز جهودها في مكافحة واحتواء هذه الجائحة.
وأعتبر بوريطة أن “تطوير اللقاح أمر ضروري، لكن ضمان الحصول عليه هو الهدف النهائي”، مبرزا جهود المملكة في مكافحة وباء فيروس كورونا المستجد، وكذا شراكتها مع الصين في مجال اللقاحات.
وأكد بوريطة بأن الصين وقفت دائما إلى جانب المغرب بحس عال من التضامن والفعالية، “لا يقابله إلا ثقة المغرب في الخبرة الصينية”، مضيفا أن “الدينامية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس شي جين بينغ، من خلال مكالمتهما الهاتفية في غشت 2020، فتحت الطريق لتعاون مثمر”.
وتابع “الحملة الوطنية للتلقيح، التي يستجيب لها المواطنون بكثافة، تجري بشكل فعال ورائع”، مشيرا إلى أن هذا التقدم المرضي يعتمد بشكل كبير على اللقاح الذي طورته شركة “سينوفارم” الصينية.
وأكد أن موافقة منظمة الصحة العالمية وعدم وجود آثار سلبية خطيرة للقاح، كلها عوامل تجعلنا “متشككين” من مؤاخذات وارتياب بعض الفاعلين، مضيفا أن موقفا من هذا القبيل، هو سياسي أكثر منه علمي، “ولايؤدي إلا إلى خلق فجوة جديدة بين الشمال والجنوب”.
وأبرز أن المغرب اختار بحزم أن يتعاون مع شركة سينوفارم الصينية لإنشاء وحدة صناعية لإنتاج اللقاحات، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى الهدف الوطني المشروع المتمثل في السيادة الصحية والاكتفاء الذاتي، تشكل هذه المبادرة استجابة للاحتياجات الحيوية للبلدان السائرة في طريق النمو، لا سيما في إفريقيا حيث يظل الحصول على اللقاحات ضعيفا وغير مقبول.
وشدد على أنه في الوقت الراهن، يعد هذا اللقاح الذي يتم تحضينه في خلايا (فيرو) أحد أكثر اللقاحات التي يمكن الولوج إليها بشكل عادل، وأنه يعتمد على تكنولوجيا فعالة، ولا يطرح سوى القليل من القيود اللوجستية، ويظل سعره في متناول البلدان السائرة في طريق النمو، معربا عن فخره برؤية الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والصين تشكل “رافعة لتعاون يكفل تحقيق الأمن الصحي وأملا للعالم أجمع”.
ويُعد العراق والمغرب ثم السعودية من الدول الأسوأ عربيا من حيث عدد الحالات المسجلة .
ورغم أن أغلب الدول العربية بدأت في طرح خطتها لتطعيم وتحصين سكانها ضد كوفيد 19، لكنها انقسمت مابين اللقاحين الأكثر انتشارا الان اللقاح الأمريكي الألماني فايزر بيونتيك واللقاح الصيني سينوفارم.
وفي مواجهة جائحة كوفيد-19، استقدم المغرب لقاحات سينوفارم وسينوفاك الصينيين وبدرجة أقل سبوتنيك-في الروسي، مشاركا منذ بداية انتشار الوباء، باختبارات طبية حولهما، ما جعل كلفة اللقاح أقل بالنسبة إليه. وأقدمت دول عدة على ذلك في مواجهة كلفة اللقاحات الأخرى الأكثر ارتفاعا وعدم توافرها.
لكن الاتحاد الأوروبي أصدر توصيات غير ملزمة تحصر السفر إلى بلدانه بالحالات “الضرورية”، مشترطا أن يكون المسافرون مطعمين باللقاحات المعتمدة من الوكالة الأوروبية للأدوية.
وتنحصر هذه اللقاحات في أسترازينيكا وجونسون آند جونسون وفايزر وموديرنا.
وكان ممثلو الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي اتفقوا في (19 مايو/ أيار 2021) على أن الاتحاد سيخفف قيود الدخول بالنسبة للمسافرين من خارج التكتل، الذين تم تطعيمهم بشكل كامل بلقاح مضاد لفيروس كورونا معتمد من الاتحاد. وصادق سفراء الدول الـ27 على هذه التوصية التي طرحتها المفوضية الأوروبية رغم أنها ليست ملزمة. ويأتي ذلك مع اقتراب الموسم السياحي الصيفي.
ومن جانبه، علّق الكاتب الصحافي كريم بخاري على الموضوع قائلا “لدي انطباع أن اللقاح أصبح بمثابة تأشيرة سفر. لدي تأشيرة لكن لقاحي صيني… كما لو أنني لا أملكها”.
ووصف موقع “لو360” الإخباري شبه الرسمي تبني هذه التوصيات من جانب فرنسا التي تعدّ من الوجهات الرئيسية للمسافرين المغاربة، “بالقرار غير العادل”.
وأثار ذلك أيضا احتجاج جمعية للجالية الفرنسية المقيمة بالمغرب في رسالة تناقلتها وسائل إعلام محلية جاء فيها “نحن مصدومون، لأن فرنسا لا تعتمد لقاح سينوفارم”.
ويؤكد مصدر مطلع على الملف في الرباط أن السلطات المغربية تسعى إلى إقناع السلطات الفرنسية باعتماد اللقاحات التي وافقت عليها منظمة الصحة العالمية، وبينها “سينوفارم”، على غرار ما تفعل إسبانيا مثلا.
ما الفرق بين لقاحي فايزر بيونتيك وسينوفارم؟
بحسب منظمة الصحة العالمية، اعتمد لقاح سينوفارم على طريقة تقليدية تتمثل في حقن فيروس غير نشط (يحتوي على جزيئات فيروسية ميتة تُخلق في المختبر قبل أن تقتل وهي غير معدية) بينما اعتمد لقاح فايزر بيونتيك على تقنية أحدث تعتمد على استخدام الشفرة النووية للفيروس حتى تحفز الجسم لإنتاج أجسام مضادة.
يقول استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، أمجد الخولي، إن هذا “الفارق التقني لا يعني ذلك أن أحدهما أفضل من الاخر”.
وتصل نسبة فاعلية لقاح فايزر بيونتيك إلى 95 في المائة بحسب تصريحات الشركة المصنعة بينما تصل نسبة فاعلية لقاح سينوفارم إلى 86 في المائة بحسب تصريحات وزارة الصحة الإماراتية بعد انتهاء التجارب السريرية فيها.
كما أن لقاح فايزربيونتيك يجب أن يُحفظ في درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر بينما يمكن حفظ لقاح سينوفارم في ثلاجات عادية.