وزير الخارجية بوريطة يسلم رسالة خطية من الملك المفدى محمد السادس لولي العهد السعودي بشأن “تعزيز العلاقات”

0
333

وجه صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس، حفظه الله ورعاه، إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رسالة خطية تتمحور حول العلاقات الثنائية التي تربط البلدين.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية أن هذه الرسالة تتمحور حول العلاقات الثنائية المتينة والوطيدة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات.

وأوضحت الوكالة أن الرسالة تسلمها نيابة عن ولي العهد، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، خالد بن عبد الرحمن العيسى، خلال استقباله يوم الأحد بالرياض، وزير الخارجية ناصر بوريطة، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع.

وأضافت الوكالة أنه “تم خلال هذا الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في شتى المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

اتفقت المملكة العربية السعودية والمغرب لأول مرة على إجراء مشاورات سياسية حول مجموعة من القضايا عام 2007، لكن المسار الإيجابي لعلاقاتهما عُكس بشكل حاد خلال السنوات القليلة الماضية. فبعد بدء حصار قطر بقيادة السعودية عام 2017، اتخذت الرباط موقفًا مستقلًا ما أجفل الرياض. وفي هذا السياق، قالت جريدة هسبريس المغربية، ناقلة وجهة نظر المغرب في ذلك الوقت: “ينبغي اعتبار قرار الملك شجاعًا، لأن هذا القرار لا يترك مجالًا للشك في أن السياسة الخارجية المغربية ليست رهينة السياسة الخارجية السعودية”.

بعد ذلك، وجدت الرياض طرقًا للتعبير عن استيائها من الرباط، ودخل البلدان فترة تصعيد متبادل. ففي يونيو/حزيران 2018، صوتت المملكة العربية السعودية وحليفاها المقربان، البحرين والإمارات العربية المتحدة ضد محاولة المغرب استضافة كأس العالم لكرة القدم 2026. بعد ذلك، رفضت الرباط استضافة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود خلال الجولة التي أجراها في شمال إفريقيا بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018 على يد عملاء الرياض. وتذرعت المغرب بـ”جدول مواعيد الملك المغربي المزدحم” في تفسيرها تجاهل ولي العهد السعودي.

وتوسع التوتر في العلاقات المغربية السعودية ليطال بشكل مباشر عائلات الطرفين المالكة. وكانت المملكتان مقربتين تاريخيًا، وتربط بينهما روابط عائلية ومصلحة مشتركة في الحفاظ على الملكيات العربية. وتجدر الإشارة كذلك إلى أن أفراد العائلة المالكة السعودية يمتلكون عددًا من القصور في المغرب. وفي عام 2017، أفادت التقارير أن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أنفق 100 مليون دولار أميركي ليقضي إجازة صيفية في البلاد.

ودفع تراجع العلاقات بين الرباط والرياض الملك سلمان إلى اختيار مدينة نيوم السعودية الشمالية الغربية الوليدة لقضاء إجازته عام 2018. وفُسرت هذه الخطوة على نطاق واسع على أنها مؤشر واضح على مستوى الجفاء الذي بات يشوب علاقات البلدين الثنائية.

وتصاعدت التوترات بشكل أكبر في فبراير/شباط 2019، عندما أعلن المغرب أنه سينهي دعمه للحرب التي تقودها السعودية في اليمن. وكان المغرب من أوائل الدول التي دعمت التدخل العسكري صراحة عند بدايته عام 2015. فقد أرسلت طائرات مقاتلة من طراز إف-16 لدعم الجهود الحربية هناك. وبعد أن أنهى المغرب دعمه، بثت وسيلة إعلامية حكومية سعودية فيلمًا وثائقيًا يشير إلى منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها وفقًا لتصنيفها الرسمي من قبل الأمم المتحدة، أي الصحراء الغربية. وتبنت وسائل إعلام سعودية أخرى الممارسة نفسها، خلافًا لاستخدامها السابق أي الصحراء المغربية. وأدى تشكيك الرياض الواضح بالسيادة المغربية على المنطقة المتنازع عليها إلى استدعاء الرباط سفيرها في الرياض.

وأكد محمد مصباح، رئيس المعهد المغربي لتحليل السياسات، أن أحد أسباب تراجع العلاقات بين المغرب والمملكة العربية السعودية هو أن الرباط لم تتلق المبلغ الكامل من المساعدات التي وعدتها بها دول الخليج العربية. وصرح في مقابلة أجريت معه مؤخرًا بأن “المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لم  لم تحولا إلى المغرب مجموع ما التزمتا به وهو ما أثر سلبًا على الخزينة العامة للمملكة المغربية”.

وتجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية تعهدت عام 2015 باستثمار 22 مليار دولار أميركي في الجيش المغربي. لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه المساعدة سُلمت بالكامل أم لا.