وزير العدل الجزائري يُسلم دعوة الرئيس تبون للملك المفدى محمد السادس..يحضر المغرب القمة العربية بالجزائر وعلى أي مستوى؟

0
211

ذكر بلاغ  لوزارة الخارجية ،بأنه بتعليمات من صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس  حفظه الله ورعاه، استقبل وزير الشؤون الخارجية يومه الثلاثاء 27 سبتمبر 2022، وزير العدل الجزائري، عبد الرشيد طبي الذي وصل اليوم إلى العاصمة الرباط، لتسليم الملك محمد السادس دعوة المشاركة في القمة العربية، التي ستعقد يومي 1 و2 نوفمبر القادم بالجزائر. 

 وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول جزائري إلى المغرب، بعد قرار السلطات الجزائرية في 24 أغسطس من العام الماضي قطع العلاقات مع المغرب. 

وقالت وزارة الخارجية في تغريدة على تويتر إن بوريطة استقبل طبي “بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.

وأضافت أن “مبعوث الرئيس الجزائري سلم رسالة الدعوة الموجهة إلى جلالة الملك محمد السادس لحضور أشغال القمة العربية”.

وحسب بيان لوزارة الخارجية الجزائرية “بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، سلَّم اليوم الثلاثاء بالرباط، وزير العدل، حافظ الأختام، السيّد عبد الرشيد طبي، رسالة الدعوة التي وجهها السيد رئيس الجمهورية إلى العاهل المغربي، الملك محمد السادس، للمشاركة في أشغال القمة العربية الواحدة والثلاثون (31)، المزمع عقدها بالجزائر في الأول والثاني من شهر نوفمبر المقبل. 

وأضاف إن الدعوة “استلمها نيابة عنه، وزير الشؤون الخارجية و التعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة”.

وأعلن المغرب، الأربعاء 7 سبتمبر/أيلول 2022، أن وزير العدل الجزائري عبد الرشيد طبي سيزور الرباط، حاملاً دعوة لحضور القمة العربية المقررة في بلاده، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في خطوة نادرة بين البلدين الجارين، في ظل وجود ملفات خلافية بينهما، ومخاوف من أن تؤثر مسألة دعوة المغرب للقمة على فرص عقدها.

وقررت السلطات الجزائرية إيفاد عدد من المبعوثين إلى العواصم العربية، حاملين دعوات لجميع قادة الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية.

وكان لافتاً أن الجزائر أوفدت وزير العدل وهو وزير سيادي للمغرب، ومع أن رمزية إيفاده لا تماثل إيفاد وزير الخارجية، ولكنه يظل تمثيلاً رفيع المستوى، خاصة أنه وزير العدل الجزائري، وهو نفسه سيحمل الدعوة للسعودية والأردن، وهما دولتان عربيتان مهمتان وعلاقتهما ليست سيئة بالجزائر، بعد السعودية والأردن، في حين سيسلم وزير الداخلية الجزائري (كمال بلجود) الدعوة نفسها إلى القمة لتونس وموريتانيا.

ويعتقد أن الجزائر سوف تقسم الدعوات لثلاث فئات: الأولى هي التي يقدمها وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الذي سلم بالفعل إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعوة رسمية للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي تستضيفها الجزائر، وذلك خلال زيارته للقاهرة للمشاركة في اجتماعات مجلس الجامعة العربية.

والفئة الثانية هي الدعوات التي سيسلمها وزير العدل الذي يعد وزيراً سيادياً، وهناك فئة ثالثة وهي الدعوات التي سوف يسلمها وزير التنمية المحلية الجزائري أو غيره من الوزراء.

وكان يمكن أن ترسل الجزائر وزير دولة لتقديم الدعوة للمغرب، وهي ستكون دلالة أقل إيجابية، ولكنها حدثت في قمم عربية سابقة بين دول كان لديها خلافات بينية مثلما حدث في قمة دمشق عام 2008، والقمم التي عقدت في ليبيا، خاصة مع بعض دول الخليج التي كان لديها مشكلات في ذلك الوقت مع النظامين الليبي والسوري.

ووجه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، دعوة رسميّة إلى 17 قائدا عربيا للمشاركة في القمة العربية المزمع عقدها بالجزائر نوفمبر المقبل، إلى جانب ضيوف شرف آخرين.

وتشهد العلاقات بين البلدين توتراً بسبب خلافات عدة، أبرزها ملف الحدود البرية المغلقة منذ عام 1994، وقضية إقليم الصحراء المفتعل من قبل النظام الجزائري، حيث تؤكد الرباط أن الصحراء جزء من أراضيها، وتقترح حلاً يقوم على حكم ذاتي واسع النطاق، بينما تدعم الجزائر جبهة البوليساريو بسخاء على حسب ششعبها الصامد التي تطالب بانفصال الصحراء عن المغرب، وتعتبر الجزائر دعمها للصحراويين جزءاً من التزامها بتصفية إرث الاستعمار.

وازداد التوتر بين البلدين إثر التطبيع المغربي مع إسرائيل بدعم أمريكي إماراتي في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ضمن صفقة تضمنت اعترافاً أمريكياً بمغربية الصحراء وافتتاح الإمارات والبحرين لقنصلتين لهما لدى المغرب في الصحراء، إضافة لإقامة الرباط علاقات مع تل أبيب في مجالات عسكرية وأمنية، وهو ما أغضب الجزائر، وتصاعدت الأمور عقب، إعلان الخارجية الجزائرية عن استدعاء سفيرها لدى الرباط “فوراً للتشاور، في 18 أغسطس/آب 2021، على خلفية إعلان سفير المغرب في الأمم المتحدة عمر هلال لأول مرة دعم “حركة استقلال منطقة القبائل”، التي تصنفها الجزائر كمنظمة إرهابية. 

كما أوقف الجزائر تصدير الغاز إلى المغرب، وأغلقت أجواء البلاد أمام الطائرات المغربية في سبتمبر/أيلول 2021.

ولكن يتبادل شعبا البلدين العربيين المتجاورين والمرتبطين بالدين والتاريخ والثقافة، رسائل إيجابية في مجالات عديدة، مثل الرياضة والفن ومنصات التواصل الاجتماعي. 

وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، قد أكد أن القمة العربية المقبلة يجب أن تنعقد على أساس الالتزام بالمسؤولية، بعيداً عن أية حسابات ضيقة أو منطق متجاوز، حسب تعبيره.

وقال بوريطة، في كلمة أمام مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية الـ158، الثلاثاء الماضي بالقاهرة، إن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، حرص على الانخراط في صلب العمل العربي المشترك، سواء من داخل الأجهزة الرئيسية لجامعة الدول العربية، أو من خلال الهيئات المتفرعة عنها، والذي تجسد في احتضان المملكة المغربية لسبع قمم عربية، ساهمت في جمع الكلمة العربية وإعطاء زخم جديد للعمل العربي المشترك.

ودعا بوريطة إلى “قراءة موضوعية لواقع العالم العربي، المشحون بشتى الخلافات والنزاعات البينية، والمخططات الخارجية والداخلية، الهادفة إلى التقسيم ودعم نزعات الانفصال وإشعال الصراعات الحدودية والعرقية والطائفية والقبلية، واستنزاف المنطقة وتبديد ثرواتها”. 

من جانبها، دعت الجزائر قبل أيام إلى استئناف “المفاوضات المباشرة” بين المغرب وجبهة “البوليساريو” لحل نزاع الصحراء الغربية. وجاءت الدعوة خلال لقاء المبعوث الأممي الخاص للصحراء ستيفان دي ميستورا، مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الاثنين، بالجزائر، حسبما ذكر بيان لوزارة الخارجية.

وسبق للمغرب أن جدد التزامه بالعملية السياسية للموائد المستديرة التي تعد الجزائر طرفاً رئيسياً فيها، وفقاً للقرار 2602 الذي يدعو إلى حل سياسي “واقعي وعملي ودائم وقائم على التسويات” لنزاع الصحراء، وذلك خلال المباحثات التي أجراها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، يوم 5 يوليو/تموز الماضي.

يثير هذا التطور تساؤلات حول هل يحضر المغرب القمة العربية بالجزائر وعلى أي مستوى، وهل يصل الأمر لحضور صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس للقمة.

و كان لافتاً إعلان المغرب عن الدعوة الجزائرية قبل أن تتم زيارة الوزير للرباط، وكذلك إبراز الإعلام المغربي لها، وهو مؤشر على نية الرباط قبول الدعوة الجزائرية.

ولكن التساؤل الأساسي حول المستوى الذي سيحضر به المغرب.

وتقليدياً لا يشارك المغرب في القمم العربية والإسلامية عبر جلالة الملك محمد السادس، ولكن أحياناً بمستوى رفيع قد يصل لرئيس الحكومة.

يثير هذا التطور تساؤلات حول هل يحضر المغرب القمة العربية بالجزائر وعلى أي مستوى، وهل يصل الأمر لحضور حضرت جلالة الملك المفدى محمد السادس للقمة.

و كان لافتاً إعلان المغرب عن الدعوة الجزائرية قبل أن تتم زيارة الوزير للرباط، وكذلك إبراز الإعلام المغربي لها، وهو مؤشر على نية الرباط قبول الدعوة الجزائرية.

ولكن التساؤل الأساسي حول المستوى الذي سيحضر به المغرب.

وتقليدياً لا يشارك المغرب في القمم العربية والإسلامية عبر جلالة الملك المفدى محمد السادس، ولكن أحياناً بمستوى رفيع قد يصل لرئيس الوزراء. 

ولكن في القمة العربية بالجزائر، لن يصل الأمر في الأغلب لحضور رئيس الحكومة المغربية، وإذا حضر وزير الخارجية بوريطة ، فإنه يمكن اعتباره حضوراً رفيعا بالنظر لحالة العلاقات بين البلدين، وقد يكون ذلك رداً على الدعوة الجزائرية رفيعة المستوى.

وحتى إذا حضر وزير آخر غير وزير الخارجية فسيكون تمثيلاً، لا بأس ولكن ترؤس وزير دولة أو مندوب المغرب لدى الجامعة للوفد المغربي، سيعتبر تمثيلاً متدني المستوى، وهو أمر سبق أن تكرر في قمم عربية عكرتها الخلافات العربية، مثل حضور مصر لقمة دمشق التي ترأسها رئيس النظام السوري بشار الأسد على مستوى وزير دولة، والسعودية على مستوى مندوب المملكة لدى الجامعة العربية.

وكانت تقارير إعلامية مغربية قد قالت إن دعوة المغرب من قبل الجزائر جاءت بسبب ضغوط حلفاء المغرب في العالم العربي (في إشارة لدول الخليج)، وقد يرجح أن الأمر بأنه مرتبط برغبة الجزائر في إنجاح القمة، التي تمثل تتويجاً لعودة النشاط للدبلوماسية الجزائرية في عهد الرئيس عبد المجيد تبون، كما أنه من خلال ملاحظة تاريخ القمم العربية، فإن الأعراف السياسية العربية، تظهر أن الدول التي تستضيف القمة كانت تنحو دوماً إلى إرسال الدعوات لكل الدول الأعضاء بالجامعة العربية حتى تلك التي لديها معها خلافات كبيرة، وخاصة أن استضافة القمة تلقي على أي دولة مسؤولية قومية إذا صح التعبير.

وفي المقابل كانت الدول المتلقية لمثل هذه الدعوات ترد بدورها بإرسال تمثيل حتى لو منخفض المستوى، حرصاً على عدم الإضرار بمسيرة القمم العربية والجامعة العربية.

وفي كل الأحوال تمثل الدعوة الجزائرية للمغرب ومستوى من قدمها مؤشراً على رغبة جزائرية في نجاح القمة وحضور مناسب للمغرب، كما أن التعامل المغربي مع الدعوة حتى الآن مؤشر على رغبة الرباط في التهدئة وعدم تعكير أجواء القمة.