وزير العدل يكشف عن مناقشات لتنظيم استهلاك الكحول خلال كأس العالم 2030 بالمغرب

0
188

مع اقتراب موعد كأس العالم لكرة القدم 2030، التي سيستضيفها المغرب بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، كشف وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، عن خطة متكاملة لضمان تنظيم البطولة بأعلى معايير الأمان والانضباط، شاملة الجوانب القانونية والاجتماعية والثقافية، مع التركيز على قضية حساسة هي تنظيم استهلاك الكحول في مناطق المشجعين.

وقال وهبي في تصريحات لوكالة رويترز إن المملكة تعتزم إنشاء لجان قضائية في الملاعب للتعامل السريع مع أي مخالفات محتملة من المشجعين، في خطوة تهدف إلى تفادي اكتظاظ المحاكم بالقضايا البسيطة، وضمان معالجة أي خروقات في الوقت الفعلي. ويأتي هذا في إطار إصلاحات قضائية شاملة تسبق البطولة، في ظل توقع المملكة استقبال نحو 26 مليون زائر بحلول عام 2030، مقارنة بـ17.4 مليونًا في 2024.

إطار تنظيمي لكحول المشجعين

أوضح الوزير أن المغرب، رغم كونه بلدًا ذا أغلبية مسلمة، لطالما استطاع الموازنة بين تقاليده الثقافية والانفتاح على التوقعات الدولية. ورغم توفر الكحول في المغرب، فإن استهلاكه في الأماكن العامة محظور. وأكد وهبي أن المناقشات جارية لوضع أطر تنظيمية محددة تسمح باستهلاك الكحول ضمن مناطق محددة للمشجعين الدوليين، وفق شروط واضحة تحترم القانون المحلي وتحافظ على النظام العام.

ويأتي هذا التوجه ضمن استراتيجية أشمل تهدف إلى تقديم تجربة متوازنة للمشجعين، تراعي القيم الثقافية للمملكة، دون المساس بأمن وسلامة الجمهور.

التوازن بين التقاليد والانفتاح الدولي

واعتبر وزير العدل أن مسألة استهلاك الكحول في مناطق المشجعين تمثل تحديًا ثقافيًا واجتماعيًا يجب معالجته بحساسية. وأوضح وهبي أن المغرب، رغم كونه بلدًا ذا أغلبية مسلمة، لطالما تمكن من الموازنة بين تقاليده الثقافية ومتطلبات التوقعات الدولية. وأكد أن النقاشات جارية حول وضع أطر تنظيمية تسمح باستهلاك الكحول ضمن مناطق محددة للمشجعين الأجانب، وفق شروط واضحة تضمن احترام القانون المحلي والحفاظ على النظام العام.

كما تشمل الاستعدادات إنشاء مكاتب قضائية متعددة اللغات لمساعدة الزوار الأجانب، وتدريبًا متخصصًا للقضاة في مجالات الرياضة والسياحة ونزاعات المستهلكين. ويأتي هذا ضمن رؤية المملكة لتقديم تجربة شاملة للمشجعين والزوار، تتسم بالكفاءة القانونية والاحترافية، مع تقليل الضغط على المحاكم التقليدية.

التحديات والرهانات

تواجه السلطات المغربية تحديات متعددة، أبرزها إدارة استهلاك الكحول والتوازن بين التقاليد الثقافية والانفتاح الدولي. كما يمثل إنشاء لجان قضائية في الملاعب مشروعًا غير مسبوق يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين الجهات القضائية والأمنية والرياضية.

ويرى خبراء أن نجاح هذه الإجراءات سيعزز صورة المغرب دوليًا كمثال على المرونة القانونية والتنظيمية في إدارة الأحداث الكبرى، فيما أي إخفاق قد يؤثر على صورة المملكة على الصعيد الإعلامي والدولي.

إشارة سياسية وقضائية

وأكد الوزير أن كأس العالم 2030 ليست مجرد بطولة رياضية، بل ستكون أيضًا فرصة لإظهار قدرة النظام القضائي المغربي على التكيف وتقديم العدالة بفاعلية، بما يخدم المواطنين والزوار الدوليين، ويعكس صورة المغرب كمثال على الدولة الحديثة المنفتحة والقادرة على إدارة التحديات الكبرى.

خاتمة

مع هذه الاستعدادات الشاملة، يبدو المغرب عازمًا على تقديم بطولة آمنة ومنظمة ومتوازنة، تراعي القيم الثقافية للمملكة وتلبي توقعات المشجعين الدوليين. وتوضح تصريحات وزير العدل عبد اللطيف وهبي أن المملكة تسعى لتحديث نظامها القضائي، ومواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية، وإظهار قدرتها على إدارة الأحداث الكبرى بمهنية ومسؤولية.

إن تنظيم استهلاك الكحول ضمن أطر واضحة، إلى جانب الإصلاحات القضائية والبنية التحتية المتطورة، يشكل فرصة لإبراز المغرب كوجهة عالمية متقدمة، تجمع بين العدالة، الأمن، الانفتاح، والاحترام الثقافي، ليكون نموذجًا يحتذى به في تنظيم البطولات الكبرى مستقبلاً.