يتحرك المغرب واسبانيا منذ نهاية الأزمة الدبلوماسية بينهما وإعلانهما عن خارطة طريق لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بثبات نحو بناء علاقات أكثر متانة وبما يتيح تشكيل آلية أساسية لردع الهجرة غير النظامية ومكافحة الشبكات الإجرامية.
في هذا الصدد ، علق وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسي مانويل ألباريس في لقاء بثه التلفزيون العمومي الإسباني “تي في إي”، على إنطلاق الاجتماعات القطاعية بين بلاده والمملكة المغربية ، بالقول أن المملكتين:” الملتزمان بخارطة طريق الجديدة والطموحة، يعملان سويا من أجل جعل علاقة التعاون القائمة بينهما مفيدة أكثر فأكثر، كاشفا أن البلدين: “يدشنان مرحلة جديدة من الثقة القائمة على الاحترام المتبادل واستبعاد الإجراءات الأحادية”.
واعتبر أن استئناف اجتماعات مجموعات العمل، “مفيدة لكل من إسبانيا والمغرب”، مذكرا بالاجتماعين، المنعقدين يومي الخميس والجمعة بالرباط، للجنة المختلطة المغربية-الإسبانية المكلفة بعملية العبور والمجموعة المشتركة الدائمة المغربية-الإسبانية حول الهجرة، مشيرا الى أن :”الصفحة الجديدة التي تم فتحها بين البلدين، مكنت من تعزيز مكافحة الهجرة غير الشرعية، موضحا أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى جزر الكناري “.
وأكد وزير الخارجية الاسباني، الأهمية التي يكتسيها اجتماع التحالف الدولي ضد “داعش”، والمقرر عقده 11 ماي الجاري بمراكش.
وأعلن البلدان الجاران عزمهما تعزيز التعاون في مكافحة الهجرة غير النظامية، الملف الحيوي في علاقات الجارين، بمناسبة استئناف لجنة مشتركة اجتماعاتها بالرباط، إثر تطبيع البلدين علاقاتهما الدبلوماسية مؤخرا.
وأفاد بيان مشترك عقب اجتماع المجموعة المشتركة الدائمة المغربية الإسبانية حول الهجرة أن الجانبين “قررا تعزيز آليات التنسيق وتبادل المعلومات في مواجهة التحديات المشتركة الناجمة عن نشاط شبكات الاتجار في المهاجرين”.
واعتبر البيان أن استئناف هذا التعاون “سيشكل آلية أساسية للردع” في مواجهة “الشبكات الإجرامية لتهريب المهاجرين عبر محوري المحيط الأطلسي وغرب البحر الأبيض المتوسط”، مشيرا إلى التنسيق في ما يخص الدعم المالي والتقني والتعاون بين شرطتي البلدين.
ويعد المغرب منفذا رئيسيا للمهاجرين غير النظاميين القادمين غالبا من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، نحو اسبانيا سواء عبر البحر المتوسط أو المحيط الأطلسي باتجاه جزر الكناري، فضلا عن جيبي سبتة ومليلية شمال المملكة.
وخلال الفصل الأول من هذا العام، أحبطت السلطات المغربية أكثر من 14 ألف و700 محاولة للهجرة غير القانونية وفككت 52 شبكة لتهريب المهاجرين، بحسب أرقام رسمية مغربية.
وفي المقابل وصل العام الماضي في المجموع، أكثر من 40 ألف مهاجر إلى إسبانيا، معظمهم قادمون من المغرب، وفق الحكومة الاسبانية.
وسبق أن تعرضت اسبانيا العام الماضي في ذروة الأزمة الدبلوماسية مع المغرب إلى ضغوط شديدة مع تدفق آلاف المهاجرين غير النظاميين إلى جيبي سبتة ومليلة المغربيين المحتلين.
وطوى المغرب واسبانيا صفحة الخلافات السابقة وأنهيا القطيعة الدبلوماسية بعدما غيرت مدريد موقفها إزاء نزاع الصحراء المغربية لصالح الرباط منتصف مارس/اذار الماضي، بتأييدها مشروع الحكم الذاتي الذي تقترحه الرباط حلا للنزاع في الصحراء. وأعلنا مطلع ابريل/نيسان الماضي عن خارطة طريق جديدة للتعاون في عدة مجالات.
والخميس استأنف الطرفان أيضا تعاونهما في مجال الهجرة النظامية، إذ اجتمعت لجنة مشتركة أخرى لتنسيق العملية الضخمة لعبور المغاربة المقيمين بأوروبا موانئ البلدين خلال عطلة الصيف. وعلقت هذه العملية عامين بسبب الجائحة ثم جراء الأزمة الدبلوماسية.