أفريقيا سوف تصبح مستقبلاً “أرض الجيل الثالث لتنظيم القاعدة” بحيث تكون “أفغانستان جديدة”
كشف وزير الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة ، في كلمة في افتتاح اجتماع مجلس السلم والامن الافريقي ،أن منطقة الساحل والصحراء أصبحت في غضون عقد من الزمن ثاني أكبر منطقة في العالم متضررة من الإرهاب، داعيا إلى ضرورة اعتماد” مقاربة شاملة لتعزيز الجهود المبذولة لمكافحة العوامل الأساسية التي تغذي انتشار التطرف والإرهاب في قارتنا”.
وأشار بوريطة بذات المناسبة الى أن 48% من ضحايا الإرهاب بالعالم من الأفارقة، حيث تم تسجيل 7234 هجوما إرهابيا أودى بحياة 28960 ضحية سنة 2021، و27 جماعة إرهابية مدرجة ضمن قائمة العقوبات الأممية، مما يعني ،بحسب المسؤول المغربي ،أن إفريقيا تشهد “انتشار ا غير مسبوق للجماعات الإرهابية”، مبرزا أن التأثير الاقتصادي للإرهاب في إفريقيا خلال السنوات العشر الماضية بلغ 171 مليار دولار.
وأكد ناصر بوريطة، أن المملكة المغربية الشريفة ملتزمة بتعزيز تعاون تضامني جنوب – جنوب، وشمال – جنوب، وثلاثي الأطراف، لمواجهة الطابع المعقد والعابر للحدود للتهديد الإرهابي في إفريقيا، وذلك عبر انخراط المملكة في العديد من مجالات التعاون شبه الإقليمي ، الهادفة إلى تعزيز القدرات الجماعية للبلدان الإفريقية من أجل حماية حدودها من التهديدات العابرة للحدود.
ألقى السيد ناصر بوريطة، اليوم عبر تقنية الاتصال المرئي، كلمة خلال الدورة الـ1111 للمؤتمر الوزاري لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي. @AUC_MoussaFaki pic.twitter.com/l3YiIEoDfD
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) October 7, 2022
خريطة توزيع الحركات الإرهابية في أفريقيا
بدأت الحركات الإسلامية بالأساس في الجزائر، وعملت ضد الاستعمار الفرنسي خشية ضياع الإسلام من الجزائر نظراً للسيطرة التامة التي كانت تريد أن تفرضها فرنسا على الجزائر، ثم قامت حكومات ما بعد الاستقلال بطرد المجاهدين الذين ذهبوا إلى السودان ثم إلى أفغانستان التي قويت شوكتهم فيها عقب الاحتلال السوفييتي في أواخر السبعينيات، ثم عادوا للجزائر مرة أخرى، في ظاهرة أطلق عليها “عودة الأفغان العرب”.
ويؤكد كانتي أن انتشار التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء هو نتاج تضافر العديد من العوامل، من أبرزها تردي الأحوال المعيشية في الدول الأفريقية، والتدخل الأجنبي السافر في شؤون القارة، وانتشار الجماعات التبشيرية بشكل كثيف، وسهولة التنقل بين الدول وبعضها البعض، والاحتكاك بمجموعات جهادية كثيرة خارج الإقليم في أفغانستان والسودان وغيرهما، هذا علاوة على الطبيعة الداخلية، الاقتصادية والعرقية والقبلية، للعديد من الدول التي تشجع على إفراز تنظيمات متشددة، في كل من موريتانيا والجزائر ونيجيريا ومالي وبقية الدول المجاورة في الغرب والوسط.
ولهذا يرى كانتي أن الشبكات الجهادية تمتد من أقصى الساحل الأفريقي بالغرب إلى أقصى الساحل الأفريقي في الشرق، حيث انتشار التنظيمات الجهادية في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي، والتي كانت أولى المناطق التي شهدت تدخلات خارجية ودولية لمكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية.
وحالياً يتغلغل في قارة أفريقيا خمس مجموعات إرهابية مسلحة شديدة الخطورة، ولديها صلات بتنظيم القاعدة، وهي: “بوكو حرام” في نيجيريا، و”القاعدة في المغرب الإسلامي” شمال الصحراء الكبرى، وحركة “الشباب المجاهدين” الصومالية، وحركة “أنصار الدين” السلفية الجهادية في مالي، وحركة “التوحيد والجهاد” في غرب أفريقيا.
1 ـ بوكو حرام: نشأت بوكو حرام في مدينة ميدوجوري في عام 2002 باسم بوكو حرام الذي جاء من اللغة المحلية (الهوسا) بمعنى “التعليم الغربي حرام” لأنه سبب انتشار الفساد في المجتمع الإسلامي، أي أن الجماعة نشأت لمناهضة انتشار التعليم الغربي الذي ألحق الضرر بآلاف المسلمين الذين يعانون البطالة والتهميش (كما يرى أنصار الحركة)، وكانت تضم مثقفين وأكاديميين. ومن هنا جاءت مواجهتها للحكومة التي سمحت بذلك، ومع استمرار اعتماد الدولة على المسار الأمني من دون غيره تصاعدت أعمال العنف من الجهة الأخرى حتى تحولت الجماعة لتنظيم متطرف وعنيف.
2 ـ حركة أنصار الدين: بعد سقوط نظام العقيد القذافي في ليبيا عاد إياد غالي (وكان قائداً قومياً قاد حركة تمرد على حكومة مالي وتم توقيع اتفاقية سلام بين حركته والحكومة عام 1992 ثم أرسلته الحكومة قنصلاً لها في جدة) إلى أزواد، حيث سلسلة جبال أغارغا، ثم بدأ في تجميع المقاتلين الطوارق نظراً لمكانته الاجتماعية وانتمائه القبلي.
3 ـ حركة الجهاد والتوحيد في غرب أفريقيا: ظهرت الحركة إثر انشقاق قادتها على تنظيم القاعدة، وقام بعض أعضائها بتأسيس كتائب خاصة بالمقاتلين من أبناء القبائل العربية في أزواد أسوة بسرية “الأنصار” في تنظيم القاعدة التي تضم المقاتلين الطوارق. وأعلنت الحركة أول بيان لها في أكتوبر 2011 معلنة الجهاد في أكبر قطاع من غرب أفريقيا، وتوصف بأنها “الجماعة الإرهابية المسلحة الأكثر إثارة للرعب في شمال مالي”.
4 ـ القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي: جاء التنظيم امتداداً للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انشقت عن الجماعة الإسلامية المسلحة في عام 1997، اعتراضاً على استهداف الجماعة للمدنيين، وتركزت أعمال الجماعة في البداية على المواقع العسكرية، ولكن مع الاحتلال الأمريكي للعراق، تحولت للقيام بأعمال خطف الأجانب، ثم اتخذت أعمالها أبعاداً إقليمية خاصة بعد إعلان أيمن الظواهري عن تحالف القاعدة مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، لتتحول إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
5 ـ حركة شباب المجاهدين في الصومال: ظهرت الحركة مستغلة أجواء عدم الاستقرار بالصومال، وتم استقطاب المؤيدين لمواقفها، وبدأت الارتباط بتنظيم القاعدة مع إنشاء عدد من معسكرات التدريب في دول القرن الأفريقي.
وختاماً، أشار المحاضر إلى أن البيئة في أفريقيا صالحة لاستمرار وتصاعد وتوغل الحركات الإرهابية، مضيفاً أن “التدخلات الغربية ما هي إلا ادعاءات غير حقيقية، فالغرب يعمل لمصالحة التي قد ترتبط باستمرار الإرهاب في المنطقة لضمان استمرار سيطرته على المصادر الأفريقية”.