وساطة المطران الفرنسي: تبون يعين فيسكو لمواجهة الأزمة مع ماكرون

0
191

في خطوة غير متوقعة، اختار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المطران الفرنسي جون بول فيسكو ليكون الوسيط بين الجزائر وباريس، وذلك بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي دعمت سيادة المغرب على الصحراء الغربية. هذا التعيين، الذي جاء بعد نحو عام ونصف من منح فيسكو الجنسية الجزائرية، يعكس رغبة الجزائر في معالجة الأزمة الدبلوماسية مع فرنسا بوساطة شخص يحظى بثقة كلا الطرفين.

خلفية التعيين وأهمية فيسكو

جون بول فيسكو، الذي أصبح رئيس أساقفة الجزائر في فبراير 2022، قد خدم في الجزائر منذ عام 2002 وتقلد العديد من المناصب الرفيعة في الكنيسة الكاثوليكية. منذ تعيينه، كانت له علاقات وثيقة مع السلطات الجزائرية، مما ساعده على اكتساب احترام كبير من قبل القيادة الجزائرية. كما أنه كان قد أدلى ببيانات من شأنها أن تعزز موقف الجزائر، مثل تعبيره عن استغرابه من موقف ماكرون بشأن الصحراء.

الوساطة في أزمة دبلوماسية

تعيين فيسكو كوسيط جاء في وقت حرج. بعد تصريحات ماكرون الداعمة للمغرب، والتي اعتبرت تحولاً في السياسة الفرنسية تجاه الصحراء، اندلعت أزمة دبلوماسية بين الجزائر وباريس. الجزائر ردت باستدعاء سفيرها من فرنسا، وأكدت رفضها لهذا الموقف. في هذا السياق، يرى الرئيس تبون في فيسكو بديلاً ملائماً للتوسط بين البلدين بهدف تهدئة الأوضاع وإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي.

الأبعاد السياسية والقانونية

الأزمة بين الجزائر وفرنسا بشأن الصحراء المغربية تعكس توتراً جيوسياسياً أعمق. الجزائر، التي تدعم جبهة البوليساريو، ترى في دعم فرنسا للمقترح المغربي تهديداً لمصالحها الاستراتيجية. في هذا السياق، فإن تعيين فيسكو كوسيط يحمل رمزية كبيرة، حيث يشير إلى رغبة الجزائر في حل الأزمة بوساطة غير تقليدية قد تساعد في تجاوز الأزمة الدبلوماسية.

توقعات وتأثير الوساطة

إذا نجحت وساطة فيسكو، فقد تساهم في تخفيف التوترات بين الجزائر وفرنسا وإعادة تعزيز التعاون بين البلدين. لكن في حال فشلت، فإن ذلك قد يفاقم الأزمة ويؤدي إلى تصعيد النزاع السياسي. في النهاية، يبقى أن نرى ما إذا كانت وساطة المطران الفرنسي ستنجح في تحقيق تقدم ملموس في الأزمة الدبلوماسية أم ستزيد من تعقيد الوضع.

من الواضح أن اختيار تبون لجون بول فيسكو يهدف إلى استثمار علاقات فيسكو الجيدة مع السلطة الجزائرية في محاولة لتحسين العلاقات مع فرنسا. في ظل التوترات الحالية، تعتبر هذه الخطوة اختباراً لقدرة الوساطة غير التقليدية على تحقيق نتائج دبلوماسية إيجابية.