تمكنت مصالح الأمن الإسباني بميناء “الخزيرات”، مساء أمس السبت، داخل الصندوق الخلفي لسيارة قادمة من المغرب، على جثة شابة في عقدها الثاني، توفيت نتيجة تعرضها للاختناق داخل السيارة أثناء محاولة شقيقها العبور بها إلى الأراضي الإسبانية بطريقة غير شرعية.
وكشفت مصادر مقربة من الضحية أن الضحية، المسماة قيد حياتها فاطمة، حاولت العبور إلى إسبانيا بطريقة غير قانونية، وقرر شقيقها نقلها في الصندوق الخلفي لسيارته الشخصية؛ لكن بمجرد وصول ميناء “الخزيرات” الإسباني قامت عناصر الحرس الوطني الإسباني بتفتيش السيارة، ليتم العثور على الشابة جثة هامدة.
ووفق هسبريس تنحدر الضحية فاطمة من حي تيدرين بمدينة تنغير، وفق مصادر من السلطات المحلية، التي أكدت أن سفارة المملكة المغربية بإسبانيا تدخلت على الخط للقيام بالإجراءات القانونية لتسليم الجثة وإعادتها إلى المغرب قصد تسليمها إلى العائلة ودفنها بمدينة تنغير.
بالنسبة إلى الكثير من الفتيات، مثل بعض الشبان تماما، أصبحت الهجرة ضرورة حتمية تعيد بداخلهن الرغبة في الحياة، لا تهم السبل لذلك ولا الوسائل، المهم أن يجدن أنفسهن في مجتمعات تقدر المرأة وكفاءتها وتحمي حقوقها بقوة القانون، ومثلما يتهور بعض الشباب وحتى النساء بركوب قوارب الموت مع الحراڨة، تستعمل بعض المثقفات فرصة الدراسة في الخارج للرحيل، يتقفين المنح التي تقدمها جامعات أجنبية.
بدأ سعي الفتيات للحصول على فرصة للهجرة يتزايد خلال السنوات الأخيرة. وهذا، بحسب خبراء، راجع إلى الضغط الاجتماعي، وارتفاع بعض الظواهر المؤثرة كانتشار البطالة والعنوسة وتفشي الجريمة.. تقول أخصائية في علم الاجتماع: “تراجع التقدير الذاتي للمرأة داخل المجتمع المغربي، وشعورها بالتقيد والهوان وسط عزوف الشباب عن الزواج، وغياب فرص حقيقية لإثبات مقوماتها وكفاءاتها، جعلها دائمة البحث عن السبيل التي تخلصها من هذا الضغط الفكري والنفسي، والهروب من البيئة بات الحل الأمثل للكثيرات، خاصة المتأثرات بما تعرضه مواقع الإنترنت من تجارب”. من الجدير كذلك، التنويه إلى كثرة المغريات التي تقدمها بعض الحكومات للمهاجرين ككندا ودول الخليج، التي باتت تستقطب إليها مؤخرا العنصر النسوي الحيوي، الذي يسهم بشكل فعال في إنعاش اقتصادها، دون التسبب في المشاكل.
الأمن يصد 200 مهاجر حاولوا دخول جيب سبة المحتل في شمال المغرب
