وفد أميركي يزور الجزائر لبحث جهود حلّ النزاع المفتعل في الصحراء المغربية بالتزامن مع زيارة مماثلة للمبعوث الأممي إلى الصحراء دي ميستورا إلى الرباط

0
257

شرع الجمعة وفد من الولايات المتحدة الأميركية يقوده جوشوا هاريس، نائب مساعد وزير الخارجية والمكلف بشمال إفريقيا بمكتب الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية، في زيارة لجبهة البوليساريو في إطار الجهود المبذولة لإعادة إطلاق عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء المغربية”، بالتزامن مع التوتر القائم في منطقة الساحل بسبب الإرهاب والانقلابات.

وبدأ المسؤول الأمريكي زيارته من مخيمات تندوف يوم الجمعة الماضية، وفقا لبيان للخارجية الأمريكية، وبحث مع عناصر مليشيات البوليزاريو الانفصالية التطورات في منطقة الساحل وآفاق السلام بمشروع مقترح الحكم الذاتي المغربي.

وانتقل الوفد الأمريكي الى العاصمة الجزائرية، وبحث مع الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية لوناس مقرمان ملف الصحراء والساحل. وجاء في بيان الخارجية الجزائرية “خلال المحادثات، يضيف البيان، “استعرض الطرفان سبل وآفاق دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق حل سياسي لقضية الصحراء الغربية بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، إلى جانب مستجدات الأوضاع في منطقة الساحل الصحراوي، لا سيما في سياق الأزمة التي تشهدها جمهورية النيجر”.

وجاءت زيارة الوفد الأمريكي لمخيمات تندوف والجزائر مقتل قائد بارز في ميليشيا البوليساريو ومرافقيه بعد محاولة الاقتراب من الجدار الأمني العازل في خرق و انتهاك واضح، حزم القوات المسلحة الملكية المغربية وصرامة في مواجهة استفزاز  مسلحي الجبهة الانفصالية ورسالة ردع مضمونة الوصول لكل من تسول له نفسه من الانفصاليين التفكير في تهديد أمن المملكة.

وتعترف واشنطن بسيادة المغرب على أراضيه في الصحراء المغربية وهو اعتراف فسح المجال امام دول أخرى للنسج على منوالها وهو ما كشف كذلك قدرة الدبلوماسية المغربية على التأثير خدمة لمصالح الشعب المغربي.

ويخالج الإدارة الأمريكية قلق من الأوضاع في الصحراء الشرقية (المحتلة) ومنطقة الساحل معقل الجماعات الإرهابية. وأظهر مقتل قائد بارز في ميليشيا البوليساريو ومرافقيه بعد محاولة الاقتراب من الجدار الأمني العازل في خرق و انتهاك واضح، حزم القوات المسلحة الملكية المغربية وصرامة في مواجهة استفزاز مسلحي الجبهة الانفصالية ورسالة ردع مضمونة الوصول لكل من تسول له نفسه من الانفصاليين التفكير في تهديد أمن المملكة، ويوجد تخوف من عودة النشاط الإرهابي الى شمال مالي والنيجر في ظل الأوضاع غير المستقرة بعد الانقلابات العسكرية في البلدين.

من جهته ، كشف الصحافي والكاتب المغربي محمد أموسى ، على موقع التواصل X تويتر السابق، تزامنا مع زيارة الوفد الأمريكي إلى تندوف عاصمة الصحراء الشرقية المغربية المحتلة، عن زيارة مماثلة للمبعوث الأممي إلى الصحراء دي ميستورا إلى الرباط، قائلاً: حين كانت الأمم المتحدة أمس الأحد تنفي وجود أي زيارة مبرمجة لمبعوثها إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا إلى المنطقة،كان الرجل في واقع الأمر في الرباط في ضيافة المغرب و دون أن يعلم أحد.

واضاف ، لم تفصح المملكة المغربية أبدًا عن وجود الرجل في ضيافتها منذ أيام،و في نفس الوقت لم تأذن له بالسفر منها جوا نحو مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء المغربية ، و طلبت منه الانتظار معززا مكرما في عاصمتها و انتظار ضوءً أخضر منها و السبب، أن الرباط حرصت على عدم تشويش زيارة دي ميستورا لمدينة العيون ، على زيارة أخرى مهمة لمساعد نائب وزير الخارجية الأمريكي المسؤول عن قسم شمال أفريقيا إلى تندوف للاجتماع بقيادة صعاليك تندوف (البوليساريو) المدعومين من الجزائر المغرب كان يعلم مسبقا بخبايا زيارة المسؤول الأمريكي إلى تندوف،فقد نقل للانفصاليين مباشرة موقف الولايات المتحدة الجديد الداعم لحل سياسي لملف الصحراء تحت السيادة المغربية و أبلغها بشكل واضح و صارم أن الاستفتاء و تقرير المصير بالنسبة لواشنطن جرى دفنهما، و لا مجال أبدًا للعودة إليهما، و بالتالي بقي حل وحيد لا ثاني له يمكن لهم التفاوض بشأنه، و هو المقترح المغربي بمجرد ما تأكد المغرب بأن الرسالة الأمريكية الصارمة أبلغها المسؤول الأمريكي للانفصاليين مباشرة، أذِنت للمبعوث الأممي إلى الصحراء دي ميستورا بالسفر إلى العيون للقاء المنتخبين و المسؤولين المحليين و أعيان القبائل و الوقوف على مدى التطور التنموي الذي بلغته أقاليم المغرب الجنوبية،فصعد الرجل إلى طائرة الأمم المتحدة التي كانت ترابض في مطار الرباط سلا، و طار منه إلى مطار الحسن الأول في العيون

وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت “شرع الجمعة وفد من الولايات المتحدة الأميركية يقوده جوشوا هاريس، نائب مساعد وزير الخارجية والمكلف بشمال إفريقيا بمكتب الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية، في زيارة لجبهة البوليساريو في إطار الجهود المبذولة لإعادة إطلاق عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء المغربية”.

وبقدر ما يبديه المغرب من جدية في التمسك باتفاق وقف اطلاق النار والعمل على تسوية سلمية للنزاع المفتعل وفق مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادته الذي اقترحه في 2007 وبات يكتسب زخما دوليا كحل واقعي، فإنه ايضا يبدى حزما وصرامة في ردع انشطة البوليساريو الإجرامية.

وفي تفاصيل العملية الامنية، قتل القيادي في البوليساريو على حمودي وهو قائد ميداني ومكلف بقيادة ما يسمى الناحية العسكرية السادسة (تقسيمات عسكرية مستوحاة من التقسيم في الجيش الجزائري)  وهو ايضا عضو في ما يسمى الأمانة الوطنية.

وتداول نشطاء مغاربة على منصات التواصل الاجتماعي صورا للقيادي البارز في جبهة البوليساريو الذي لقي حتفه في العملية الأمنية المغربية النوعية وعددا من مرافقيه.

البوليساريو تتكبد مزيدا من الخسائر
البوليساريو تتكبد مزيدا من الخسائر

وليست هذه المرة الأولى التي تتعامل بها القوات المغربية بصرامة امام خروقات البوليساريو المدفوعة من الجانب الجزائري ففي 2020 تمكن المغرب من وضع حد لمحاولات عناصر الجبهة عرقلة حركة نقل البضائع والمسافرين عبر معبر الكركرات في المنطقة العازلة أقصى جنوب الصحراء المغربية قرب الحدود مع موريتانيا.

وشن الجيش المغربي هجوما قويا وخاطفا تمكن من خلاله من استعادة الاستقرار في المنطقة واعادة الوضع الى ما كان عليه وإفشال مخططات البوليساريو وداعميها الاقليميين والدوليين وقد كان الحزم المغربي من بين أسباب جنق الجانب الجزائري الذي سعى فيما بعد إلى توتير الأجواء وقطع علاقاته الدبلوماسية بالرباط وإغلاق المجال الجوي.

واعتبرت جبهة البوليساريو الانفصالية العملية العسكرية المغربية حينها بانها إنهاء لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع قبل اكثر من 30 عاما لكن ذلك لم يمنع المغرب من الاستمرار في الدفاع عن اراضيه وسيادته.

وفي نيسان/أبريل 2021 قُتل مسؤول عسكري آخر في جبهة البوليساريو هو قائد “الدرك الوطني” الداه البندير في قصف شنّته مسيّرة في منطقة تفاريتي وذلك في اطار النجاحات العسكرية المغربية المتتالية.

وتعترف واشنطن بسيادة المغرب على أراضيه في الصحراء المغربية وهو اعتراف فسح المجال امام دول أخرى للنسج على منوالها وهو ما كشف كذلك قدرة الدبلوماسية المغربية على التأثير خدمة لمصالح الشعب المغربي.

وفي يوليو/تموز الماضي، أعلن الديوان الملكي في المغرب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجّه رسالة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، يبلغه فيها بقرار إسرائيل “الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء”، لافتاً إلى أن “موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة”.

عقب ذلك، أدانت الجزائر اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء، معتبرة أن الخطوة لن تغير واقع الشرعية الدولية بشأن النزاع في الصحراء، الذي يمتد لنحو خمسة عقود.