الأطلس المتوسط: غنى الموارد وتحديات التهميش
تعتبر منطقة الأطلس المتوسط، وخاصة إقليم إفران، نموذجًا فريدًا يجمع بين جمال الطبيعة وتنوع الموارد الطبيعية، وبين تحديات تنموية عميقة تُثقل كاهل الساكنة المحلية. ورغم المؤهلات الكبيرة التي تزخر بها المنطقة، إلا أن استمرار التهميش التنموي يثير تساؤلات حول غياب السياسات التنموية العادلة التي تضمن استثمار هذه الموارد لصالح سكانها.
في هذا السياق، تُطرح دعوات متزايدة لتأسيس “وكالة تنمية الأطلس المتوسط” كخطوة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة وتقليص الفوارق المجالية.
مبررات إنشاء الوكالة: بين الضرورة والفرصة
1. التهميش التنموي والبنية التحتية المهملة
تعاني القرى والمناطق الجبلية في الأطلس المتوسط من نقص حاد في البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل التعليم، الصحة، والطرق. هذا الوضع يؤدي إلى:
-
زيادة معدلات الهجرة القروية.
-
تفاقم الفقر والهشاشة الاجتماعية.
-
ضعف الاستفادة من المشاريع الوطنية الكبرى.
هل يمكن لوكالة تنموية متخصصة أن تضع حدًا لهذا التهميش عبر مشاريع مستهدفة تلبي احتياجات السكان؟
2. غنى الموارد الطبيعية واستدامتها
تمتلك المنطقة ثروات طبيعية استثنائية تشمل:
-
غابات غنية بالأشجار مثل الأرز، تُعد من الأهم في إفريقيا.
-
مياه جوفية وسطحية تشكل مصادر رئيسية للمملكة.
-
محميات طبيعية وتنوع بيولوجي فريد.
هذه الثروات لم تُستثمر بالشكل المطلوب. فكيف يمكن لوكالة التنمية أن تضمن استغلالًا عادلًا ومستدامًا لهذه الموارد بما يخدم مصالح السكان المحليين ويحافظ على البيئة؟
3. عدالة مجالية مفقودة
رغم الجهود الحكومية لتعزيز التنمية الإقليمية، ما زالت المناطق الجبلية تعاني من غياب العدالة المجالية. إنشاء وكالة تنمية الأطلس المتوسط يمكن أن يُسهم في:
-
تقليص الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية.
-
توفير فرص عمل محلية تقلل من ظاهرة النزوح إلى المدن.
-
تحسين جودة الحياة لسكان الأطلس المتوسط.
أسئلة ملحة تحتاج إجابات واضحة
-
ما هي الضمانات لنجاح وكالة تنمية الأطلس المتوسط؟
يجب أن تكون هذه الوكالة مُجهزة برؤية شاملة وبرامج قابلة للتنفيذ، مع ميزانية كافية ودعم سياسي قوي لضمان فعاليتها. -
كيف يمكن تحقيق التوازن بين استغلال الموارد الطبيعية والتنمية المستدامة؟
هل ستلتزم الوكالة بمعايير الاستدامة البيئية لحماية الغابات والمياه، مع مراعاة حقوق السكان المحليين في الاستفادة من هذه الموارد؟ -
هل تستطيع الوكالة معالجة الإشكالات الاجتماعية والثقافية؟
التنمية ليست مجرد بناء مشاريع، بل تتطلب تمكين الساكنة محليًا وتعزيز قدراتهم لتحقيق التغيير من الداخل.
مقترحات وخطوات عملية لتفعيل الوكالة
-
إنشاء خارطة طريق شاملة: تحديد الأولويات التنموية وفق احتياجات المنطقة بالتشاور مع السكان المحليين.
-
الاستثمار في السياحة البيئية: توظيف جمال المنطقة وتنوعها الطبيعي في خلق فرص عمل وتحقيق عائد اقتصادي.
-
تعزيز الشراكات: التعاون مع منظمات دولية ومحلية لتحقيق التنمية المستدامة.
-
إطلاق مشاريع بنية تحتية استراتيجية: تحسين الطرق، بناء المرافق الصحية، وتعزيز الوصول إلى التعليم.