وول ستريت جورنال: أزمة حادة بين ابن سلمان وابن زايد.. تهديد سعودي “سيري الاماراتيين ما يمكنه فعله بهم”

0
293

رغم كل ما أوردته الصحيفة، إلا أنها نقلت عن مسؤولين من البلدين، نفيهما بشكل قاطع وجود أي خلافات حالية.

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الامريكية عن وجود فجوة وجفاء حقيقي بين ولي العهد لسعودي محمد بن سلمان، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد، لافتة إلى صراع محتد بينهما حول من له الكلمة العليا في الشرق الاوسط.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أبلغ صحفيين سعوديين أن الامارات طعنته في الظهر، موضحا أنه سيري الاماراتيين ما يمكنه فعله بهم.

وأكدت الصحيفة على أن هناك ازمة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الاماراتي محمد بن زايد منذ ديسمبر/كانون أول الماضي بشأن من له الكلمة العليا في شؤون الشرق الاوسط.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم أنهم قلقين من أن التنافس بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد قد يجعل من الصعب إنشاء تحالف أمني موحد لمواجهة إيران وإنهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات في اليمن وتوسيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول الإسلامية.

وقال مسؤول في ادارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ان الصراع بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد لن يكون مفيدا للولايات المتحدة.

ولفت المسؤول في ادارة بايدن إلى انه يعتقد ان محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ليسا مرتاحين لفكرة انهما على نفس المستوى من الأهمية في المنطقة.ووفقا للصحيفة فإنه في مرحلة ما كانا قريبين من بعضهما البعض، لكن الرجلان الان، السعودي المعروف بـ MBS والاماراتي المعروف بـ MBZ لم يتحدثا معا منذ اكثر من ستة أشهر، كما قال أشخاص مقربون منهما، وامتدت نزاعاتهما الخاصة إلى العلن.

ونوهت الصحيفة إلى أن محمد بن زايد يشعر بالغضب من ان محمد بن سلمان قادر على تجاوزه ويقول مسؤولون اماراتيون ان السعوديون ارتكبوا بعض التجاوزات بحقهم.

وكشفت الصحيفة بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استدعى الصحفيين المحليين وأبلغهم انه ارسل قائمة مطالب إلى الامارات وان لم تعد ابوظبي للصف فستقابل باجراءات عقابية كما جرى مع قطر في 2017.

ولفتت الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ابلغ الصحفيين ان عقابه للامارات ان لم تعد للصف الخليجي سيكون اسوأ مما فعله مع قطر.

وقالت إن الرياض وابوظبي تبادلا قائمة المطالب بينهما وحذر محمد بن زايد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن افعاله تقوض العلاقات بين البلدين.

وأوضحت الصحيفة أن محمد بن زايد اتهم ولي العهد السعودي بالاقتراب الشديد من روسيا بسياساتها النفطية واتباع خطوات محفوفة بالمخاطر مثل الاتفاق الدبلوماسي الذي وقعه مع إيران دون التشاور مع الإمارات.

تقول دينا إسفندياري، كبيرة مستشاري برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن “التوترات تتصاعد بينهما، جزئيا بسبب رغبة ولي العهد السعودي في الخروج من ظل محمد بن زايد”.

وتضيف: “الأمور ستزداد سوءًا، لأن كلا البلدين يزدادان ثقة وتصاعدًا في سياساتهما الخارجية”.

رأت الصحيفة أن علاقة السعودية والإمارات منذ القدم، لم تكن سلسة بشكل تام، إذ إن العلاقة توترت في بعض الفترات منذ استقلال الإمارات عن بريطانيا في عام 1971.

إسرائيل تعترف بمغربية الصحراء و تعتزم افتتاح قنصلية في مدينة الداخلة

وأوردت الصحيفة جانبا من هذه الشواهد:

– أحس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات، بالتسلط السعودي على شبه الجزيرة العربية، ورفض الملك السعودي فيصل اعترافه بالجارة الخليجية لسنوات، سعياً للحصول على مزيد من القوة في النزاعات الإقليمية المختلفة.

– في عام 2009، عرقلت الإمارات مخططات إنشاء مصرف مركزي خليجي مشترك بسبب الموقع المقترح له في الرياض. وحتى يومنا هذا، فإنها تستمر النزاعات الإقليمية بين البلدين بشأن الأراضي الغنية بالنفط.

– لعب كل منهما دورًا حاسمًا في تأثير الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب لصالح ابن سلمان، ما ساهم في توحيد سلطته كوريث للعرش السعودي.

– وكذلك قاما بصياغة تحالف في السياسة الخارجية شمل التدخل في اليمن، والمساعدة في تولي عبد الفتاح السيسي الحكم في مصر بانقلاب عسكري، وتسليح مقاتلين ليبيين في المنطقة الشرقية المقسمة من البلاد، ومقاطعة قطر بسبب العلاقات مع إيران والإسلاميين.

وحاول كلا الزعيمين تخليص بلادهما من تلك التدخلات فيما بعد، بحسب “وول ستريت جورنال” التي أضافت أن “ابن سلمان يشعر اليوم بأن الرئيس الإماراتي قاده إلى صراعات كارثية خدمت مصالح الإمارات وليس مصالح السعودية، وفقًا لمسؤولين خليجيين”.

مع ذلك، قال دوغلاس لوندن، وهو ضابط استخبارات متقاعد من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والعالم الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن التوترات بينهما من المرجح أن تتصاعد بينما يتراجع تهديد إيران والجماعات الإرهابية.

ومع ذلك، فإن لوندن قال إن ولي العهد السعودي وضع نهجًا أكثر عملية لقيادة بلاده، ما يجعل من المستبعد أن يتخذ إجراءاتٍ متسرعة ضد الإمارات.