يبدأ وزير الداخلية ووزير الفلاحة الفرنسيان زيارتهما إلى الرباط؛ حيث سيكون الأمن والتعاون الاقتصادي عاليا على جدول الأعمال

0
238

زيارة وزير الداخلية ووزير الفلاحة الفرنسيان إلى الرباط تأتي في إطار تجديد التعاون بين البلدين في عدة مجالات أمنية واقتصادية تساهم في إعادة الدفء إلى علاقة فرنسا مع المغرب.

الرباط – بدأ وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان زيارة عمل إلى المغرب، في إطار سلسلة من الخطوات لتوطيد العلاقات بين باريس والرباط، وينتظر أن يعقد مباحثات مع مسؤولين مغاربة عدة، في مقدمتهم نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت، يتركز على تعزيز التعاون الثنائي في المجال الأمني، وذلك بالتزامن مع وجود وزير الفلاحة الفرنسي، مارك فينسو بالمغرب، في زيارة عمل للمشاركة في النسخة السادسة عشر من معرض الفلاحة، إلى جانب توقيعه اتفاقيات مع نظيره وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن وزير الداخلية دارمانان يزور المغرب، بدعوة من نظيره لفتيت في زيارة تهدف إلى “تعميق” التعاون بين البلدين في المجال الأمني “في سياق دولي من عدم الاستقرار”، وأوضحت أن “الزيارة تندرج في إطار دينامية تعاون متعدد الأوجه بين فرنسا والمغرب، لكي يتصديا معا للتحديات التي تواجه كلا البلدين” فيما سيرافق دارمانان في الزيارة مدراء عامون رئيسيون في وزارة الداخلية وأقاليم ما وراء البحار.

والتقى وزير الداخلية الفرنسي نظيره المغربي وأيضا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي أحمد التوفيق، إضافة إلى ممثلين لمجتمع الأعمال الفرنسي المغربي والجالية الفرنسية في الرباط.

وتأجلت زيارات وزراء فرنسيين للرباط كانت مرتقبة الأسبوع الماضي بسبب جدول أعمال مسؤولين مغاربة، بحسب مصادر مطلعة أكدت في وقت سابق أن زيارتي وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان ووزيرة الثقافة رشيدة ذاتي “تم تأجيلهما وليس إلغاؤهما”، مؤكدة أن التنسيق المشترك بين الرباط وباريس “مستمر”.

من جانبها، قالت وزارة الفلاحة الفرنسية، إن زيارة فينسو تأتي “في إطار تجديد التعاون بين باريس والرباط في المجال الفلاحي والزراعي والغابات” معتبرة هذا التعاون بين البلدين ”شراكة جديدة استثنائية، متوازنة، مبتكرة وطموحة”.

ويرافق المسؤول الفرنسي، في زيارته للرباط التي سيستهلها بالمشاركة في افتتاح معرض الفلاحة، الذي تشارك فيه بلاده ب 37 شركة في جناح خصصت له مساحة 300 متر مربع، ممثلين من معاهد البحوث والمؤسسات التعليمية الفرنسية ورجال أعمال وأرباب شركات.

وفي اليوم التالي، يعقد الوزير لقاء ثنائية مع محمد صديقي للتوقيع على اتفاقية عمل غايتها التعاون الزراعي والغابات. وخاصة في “مجال الانتقال إلى أنظمة زراعية وغابات متينة ومستدامة ومنتجة في سياق التغير المناخي، وتعزيز التبادلات في التدريب والتبادلات العلمية”.

كما سيتم توقيع عدة اتفاقيات بين المهنيين الفرنسيين والمغاربة (البذور، اللحوم، الألبان، الحيوانات الصغيرة، المحاصيل الزيتية) في معرض الفلاحة بالإضافة إلى ثلاث اتفاقيات تعاون بين المعاهد التعليمية والبحثية الفرنسية والمغربية، المعهد الزراعي والبيطري الحسن الثاني وجامعة محمد السادس بوليتكنيك.

دعوات لوقفة احتجاجية أمام قنصلية المملكة البلجيكية في الدارالبيضاء: “يا جمعيات المجتمع المدني اخرجوا ضد استفزازات وتحريض أحزاب بلجيكية”

وتشهد العلاقات المغربية الفرنسية مؤشرات على طي صفحة الأزمة الدبلوماسية التي طبعت علاقاتهما في الأعوام الأخيرة، مع توالي زيارة المسؤولين الفرنسيين، وقد أعرب وزير التجارة الخارجية الفرنسي، فرانك ريستر في وقت سابق من شهر أبريل/نيسان الجاري عن استعداد بلاده للاستثمار إلى جانب الرباط في الصحراء المغربية، كما أكد في تصريحات صحفية أخرى أن الوقت حان “لإنعاش العلاقة” بين بلاده والرباط. وأضاف “علينا أن نتأكد من أننا نعمل معا، لدينا مصالح مشتركة”.

وترى فرنسا في الاقتصاد مدخلا لإعادة الدفء إلى علاقتها مع المغرب، التي توترت منذ إعلان الولايات المتحدة أواخر عام 2020 اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء المغربية. كما تعكرت بسبب ما بات يعرف إعلاميا بقضية “التجسس” وعدم قبول الرباط مساعدة باريس إثر الزلزال الذي ضرب البلاد في سبتمبر/أيلول الماضي.

وسجلت المبادلات التجارية بين باريس والرباط “مستوى قياسيا” عام 2023، إذ بلغت 14 مليار يورو، في وقت تستمر فيه فرنسا في صدارة قائمة المستثمرين الأجانب بالمغرب.

في المقابل، تعد الرباط أكبر مستثمر إفريقي في فرنسا، مع محفظة استثمارية بلغت 1.8 مليار يورو في 2022، مقابل 372 مليون يورو فقط في 2015، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.