في تطور هام وغير مسبوق في الساحة الرياضية المغربية، أعلن يوسف فتحي، رئيس جامعة رياضة المسايفة، استقالته من منصبه بعد الفشل الذريع الذي مني به المغرب في أولمبياد باريس 2024، والذي سبقه فشل مشابه في دورات ريو 2016 وطوكيو 2021. هذه الاستقالة تأتي كإشارة إلى أهمية تحمل المسؤولية والاعتراف بالتقصير، وهو ما لم نره من باقي رؤساء الجامعات الرياضية المغربية.
الرسالة الواضحة: تغيير القيادة لتحقيق الإنجاز الأولمبي
في تغريدة نشرها على صفحته الشخصية، صرح يوسف فتحي قائلاً: “جاء دور الشباب ليحملوا مشعل رياضة المسايفة من أجل تحقيق إنجاز أولمبي. سأقدم استقالتي بشكل نهائي من منصب رئيس جامعة رياضة المسايفة.” هذا القرار يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية منح الفرصة للشباب وضرورة تجديد الدماء في إدارة الرياضة المغربية، بهدف تحقيق إنجازات أولمبية تليق باسم المملكة.
استقالة فردية أم بداية لتغيير شامل؟
استقالة يوسف فتحي تمثل بداية جديدة وتحمل المسؤولية، لكنها أيضًا تفتح الباب أمام تساؤلات كبيرة حول مصير باقي رؤساء الجامعات الرياضية المغربية. إذا كان رئيس جامعة المسايفة قد اختار الانسحاب وفسح المجال للشباب، فما الذي يمنع بقية رؤساء الجامعات الملكية من اتخاذ نفس الخطوة؟ هل ستظل الرياضة المغربية رهينة قيادات عجزت عن تحقيق أي إنجازات تذكر على الساحة الدولية؟
الفساد والإقالة ضرورة ملحة
لا يمكن الحديث عن تجديد الرياضة المغربية دون الإشارة إلى ضرورة إقالة جميع الموظفين في مديرية الرياضة بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، من المدير حتى أصغر موظف، وكذلك جميع موظفي اللجنة الأولمبية الوطنية. يجب أن يبدأ التغيير من القمة، وأن يُحاسب كل من ساهم في هذا الفشل المتواصل. الشعب المغربي يستحق رياضة تليق بتاريخه وثقافته، ولن يتحقق ذلك إلا بالقضاء على الفساد وتجديد القيادات.
ختامًا
استقالة يوسف فتحي هي خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها ليست كافية وحدها. يجب أن تكون بداية لعملية شاملة من الإصلاح والتغيير في جميع مؤسسات الرياضة المغربية. القيادة الحالية أثبتت فشلها، والشعب ينتظر الآن رؤية خطوات جادة نحو مستقبل رياضي مشرف للمغرب.